كتبت: إسراء شركس
في عالم يعتمد بشكل كبير على اللغة والصوت، يبرز من الصمت رجل يحمل في داخله عالما ملونا من الفن والإبداع، فداخل قرية ريدة بمحافظة المنيا، قصة رجل يدعو الصمت إلى الحوار، والألوان إلى التعبير، بين يديه تتجسد المشاعر والأفكار، فالرسم هو لغته، لنقل رسالته إلى العالم الخارجي.
دعونا نتعمق في عالم هذا الرجل الذي يدعى أشرف، والذي أثبت أن الإعاقة ليست عائقا أمام تحقيق الإبداع والتميز، ففي أعماق صمته المطبق، تتجلى روح فنية تتجول بحرية في عوالم الإبداع والجمال، إنه رجل يمتلك قدرة فائقة على التعبير عما في قلبه وعقله من خلال لغة فنية خاصة به، فالرسم ليس مجرد هواية بل هو وسيلته للتواصل مع العالم الخارجي، في نهاية المطاف، يقف هذا الرجل الصامت وراء لوحاته، يتحدث بصمته بقوة ويصنع عالمه الخاص الذي يلهم ويبهر من حوله.
تقول والدة “أشرف” إنه مصاب بالصمم منذ الولادة، وعمره الآن 43 عاما، وهو ليس متعلما، ورغم ذلك يستطيع كتابة اسمه، من لم يعرفه يعتقد أنه معاق ذهنيا لكنه عاقل جدًا ومدرك لكل شيء، لكنه يعيش في ملكوته الخاص.
وتضيف: أغلب الأوقات أثناء الغروب يذهب أشرف إلى قرية قريبة تسمى الحواصلية، ويرسم على الجدارية الخرسانية على جوانب الطريق، وكلما تم مسح هذه الرسوم رسمها من جديد، مستخدما الجبس الملقى على الطريق.
وتختتم الأم: في بعض الأوقات يخرج للعمل في الأراضي الزراعية عند بعض الأشخاص الذين يحتاجون إليه، حيث يتسم بينهم بالأمانة والإخلاص، وأنا أكثر شخص يستطيع فهمه.