كتبت: إسراء شركس
حورية حفيدة الإمام الحسين، التي رافقت الجيوش الإسلامية في فتح مصر، وأظهرت شجاعة فائقة في وقوفها جنبًا إلى جنب مع الرجال خلال معركة (البهنسا) بالمنيا جنوب مصر، وبعدها استقر موكبها في مدينة بني سويف.
والسيدة حورية اسمها زينب الحسينية شرف الدين “زينب الصغرى”، ويمتد نسبها من الأب إلى الإمام أبي عبد الله الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ونسبها من الأم يمتد إلى بنت كسرى ملك الفرس، وحظيت باسم حورية نظرًا لجمالها وتقواها، ويُعد مسجد السيدة “حورية” في مدينة بني سويف الأشهر بين مساجد مدن ومراكز المحافظة السبع من الواسطي شمالًا وحتى الفشن جنوبًا، خاصة وأنه يتميز بوجود ضريح ومقام لإحدى حفيدات الحسين بن علي.
وعندما وصلت السيدة حورية إلى مصر وخاصة إلى مدينة بنى سويف، استقبلها الأهالي بالترحاب، وتوافدوا عليها للحصول على بركة حفيدة النبي ﷺ ودعائها لهم بالخير، ورحلت عن الدنيا وهي بكر لم تتزوج، ودفنت بمكان إقامتها.
وبنى “محمد بك إسلام” مسجدًا بجوار ضريحها أصبح جزءًا من المسجد، وأتم بناءه نجله “عثمان بك” سنة 1323 هـ، والمقام الكائن في نهاية المسجد ويفصلهما باحة، وتوضع لافتة تحمل سيرة السيدة حورية في أحد حوائط الباحة بجوار باب مقامها.
وتحتفل الطرق الصوفية ببنى سويف في الأسبوع الأخير من شهر شعبان بمولد السيدة حورية حفيدة الإمام الحسين، وتقام السرادقات بالساحة المواجهة للمسجد والشوارع المحيطة به بمدينة بنى سويف، وينتشر الباعة على جانبي الشارع المؤدي إلى المسجد لعرض بضاعتهم من البلح والفول السوداني والهدايا، وكذلك الملاهي وألعاب الأطفال.
وتستمر الاحتفالات أسبوعًا يُختتم بالليلة الكبيرة، وتغلق خلالها إدارة المرور الشوارع المؤدية للمسجد بالحواجز الحديدية وينتشر ضباط وأفراد الأمن لحفظ النظام بالمنطقة التي تكتظ بالزوار.
أما المقام فعبارة عن تحفة من الأرابيسك المدون ببعض جنباته كلمات مدح وثناء على السيدة حورية ونسبها، وأمامه صندوق للتبرعات، ويُعد هذا المقام مزارًا يقصده مواطنو بني سويف، ويحرص محبو أهل بيت النبي ومريدو «السيدة» على زيارة الضريح وقراءة الفاتحة للنبي وآهله والصلاة بالمسجد، وتحتفل الطرق الصوفية في النصف الأخير من شهر شعبان بمولد السيدة حورية، حيث تقام الخيام بالساحة المواجهة للمسجد والشوارع المحيطة عليها لافتات صور وأسماء أقطاب الصوفية من جميع المحافظات.