كتبت: منار شعبان

الأمية في الريف هي مشكلة تتعلق بنقص المهارات القرائية والكتابية في المناطق الريفية ، يعزى هذا النقص في التعليم غالبًا إلى عوامل مثل قلة المدارس ، وارتفاع معدلات الفقر ، وتحديات النقل ، وتقديم الخدمات التعليمية بشكل غير كافٍ ، وتأثيرات الأمية في الريف تشمل تقليل فرص العمل وتعزيز دائرة الفقر ، وتقويض قدرة الأفراد على المشاركة السياسية والاجتماعية ، ومن هنا قامت الدولة بإنشاء بعض المشروعات القومية لحل هذه المشكلة ومن هنا حاولنا نستكشف الموضوع من جميع اتجاهاته من خلال إجراء حوار صحفي مع الدكتور محمد لطفي المسؤول عن محو الاميه في كلية الادب جامعة المنيا.

 

تتفق او تختلف مع فكره التعليم في الريف لم يكن موجودا ( زياده الجهل )؟

التعليم في الريف قديمًا كان يواجه تحديات كبيره مما أدى الي زياده مستوى الجهل في بعض المناطق الريفية بالإضافة إلي تأثير البنية التحتية الضعيفة ونقص الموارد كان من بين العوامل التي أثرت سلبا علي توفر التعليم في الريف ولكن بالرغم من هذه البينة التحتية فيما يخص المدارس في القرى تم معالجتها بنجاح من قبل الوزارة وبعض الحملات والمبادرات الرئاسية مثل حياه كريمة وهذا بالإضافة الي أن الأمية لا تفرق بين ريف وحضر فقد يكون هناك عدة مدارس في المدينة ولكن يوجد تسرب من التعليم .

ما العوامل التي ساهمت في ارتفاع نسبة الأمية في الريف في الماضي؟

هناك عدة عوامل ساهمت في ارتفاع نسبة الأمية في الريف في الماضي ، من بينها :

– قلة الوصول إلى التعليم : كانت المدارس والمراكز التعليمية قليلة في الريف ، مما جعل الوصول إلى التعليم أكثر صعوبة للسكان الريفيين .

-الفقر : كثيرًا ما كان الفقر وضعف الظروف المعيشية في الريف يؤثران سلبًا على قدرة الأسر على إرسال أطفالها إلى المدارس ، حيث كانت الأولوية غالبًا للمساهمة في دخل الأسرة.

– تفضيل العمل في الزراعة : في بعض الثقافات ، كان الناس يفضلون تعليم أطفالهم مهارات العمل في الحقول أو في الحرف اليدوية بدلاً من إرسالهم إلى المدارس.

– ضعف البنية التحتية : كانت بعض المناطق الريفية تعاني من ضعف في البنية التحتية مثل طرق سيئة أو غياب النقل العام ، مما يجعل الوصول إلى المدارس صعبًا.

– التمييز الاجتماعي : قد تكون هناك تحيزات اجتماعية تمنع فئات معينة في الريف من الحصول على فرص التعليم بسبب العوامل الاقتصادية أو الاجتماعية.

تلك العوامل وغيرها كانت تسهم في إرتفاع نسبة الأمية في الريف في الماضي.

 

هل هناك فرص متساوية للتعليم بين الريف والمدن في الماضي والحاضر ؟

في الماضي ، كانت الفرص التعليمية غير متساوية بين الريف والمدن ، عادةً ما كانت المدن تتمتع بمزايا أكبر فيما يتعلق بالتعليم ، بسبب وجود مؤسسات تعليمية أفضل وأكثر تطوراً ، وتوفر الخدمات التعليمية بشكل أوسع وأكثر تنوعاً.

في الريف ، كانت البنية التحتية للتعليم غالبًا ما تكون ضعيفة ، مما يؤدي إلى قلة الفرص التعليمية وانخفاض معدلات الأمية ، كما أن التركيز على الزراعة والأنشطة الريفية أحيانًا يقلل من الأهمية المُلحة المُعطاة للتعليم.

ومع ذلك ، مع تقدم الزمن وتطور السياسات التعليمية والتوعية ، بدأت بعض الدول في تحسين الوصول إلى التعليم في الريف وتقديم فرص متساوية أكثر ، ومع التطور التكنولوجي ، أصبح بإمكان الطلاب في الريف الوصول إلى الموارد التعليمية عبر الإنترنت والتعلم عن بُعد، مما ساهم في تقليل الفجوة التعليمية بين الريف والمدن إلى حد ما.

 

ما التغيرات التي طرأت علي نسبه الأمية في الريف بالعصر الحديث ؟

شهدت نسبه الأمية في الريف تغيرات ملحوظه نتيجة لعدة عوامل

  • توسع نطاق الخدمة التعليمية : بفضل التقدم التكنولوجي وزياده الوعي بأهمية التعليم ثم سهولة الوصول إلي المدارس والمراكز التعليمية في الريف .
  • برامج التنمية والتحسين الإجتماعي : قد قامت الحكومة والمنظمات الدولية بتنفيذ برامج لتحسين الظروف الإجتماعية والإقتصادية في الريف بما في ذلك تعزيز التعليم والتوعية
  • الدور التكنولوجي : استخدام التكنولوجية في التعليم عن بعد والتوعية الصحية والاجتماعية قد ساهم في تحسين مستوي الامية بالريف في تراجع مستمر.

 

ما الجهود التي بذلتها الحكومات او المنظمات الدولية لتحسين التعليم في الريف؟

هناك عدة جهود قد بذلتها الحكومة منها

– برامج التنمية الريفية : تنفذ الحكومات والمنظمات الدولية برامج متعددة لتعزيز التنمية في الريف ، ومن ضمنها تحسين التعليم ، مثل بناء المدارس الجديدة ، وتوفير الموارد التعليمية ، وتطوير بنية التعليم.

– الدعم المالي : تقوم الحكومات والمنظمات الدولية بتقديم الدعم المالي للمدارس في الريف لتحسين بنيتها التحتية وتوفير الموارد التعليمية اللازمة.

– تدريب المعلمين : يتم تنفيذ برامج تدريب وتطوير للمعلمين في الريف لتحسين كفاءتهم ومهاراتهم التعليمية ، وضمان تقديم تعليم عالي الجودة للطلاب.

– استخدام التكنولوجية : تعمل الحكومات والمنظمات الدولية على توفير التكنولوجية التعليمية في المدارس الريفية، مثل الحواسيب والإنترنت، لتعزيز وصول الطلاب إلى المواد التعليمية وتطوير مهاراتهم الرقمية.

. الشراكات المجتمعية: تشجع الحكومات والمنظمات الدولية على تشكيل شراكات مع المجتمع المحلي والمنظمات غير الحكومية لتعزيز التعليم في الريف، من خلال مشاريع تنموية مشتركة وبرامج توعية وتثقيف هناك مشروع قومي لمحو الأمية مطبق في معظم الجامعات المصرية بعض الشركات- إحدى شركات الاتصالات الشهيرة- تقوم بعمل برامج مسئولية اجتماعية متمثلة في محو أمية ١٠٠ ألف شخص ع سبيل المثال خطوات القضاء على الأمية معلومة وكليات التربية أجرت بحوث وكتابات عديدة حول إجراءات وآليات زيادة نسب المتعلمين والقضاء على الأمية لعل أهمها.

 

هل تعتقد أن تحسين التعليم في الريف له تأثير إيجابي علي التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟

بالتأكيد، تحسين التعليم في الريف يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الريفية، وذلك لعدة أسباب:

. زيادة فرص العمل: التعليم يمكن أن يساهم في تأهيل السكان الريفيين وتزويدهم بالمهارات اللازمة للعمل في قطاعات مختلفة مثل الزراعة المستدامة، الصناعات الحرفية، السياحة الريفية، والخدمات اللوجستية.

. تحسين الإنتاجية: التعليم يمكن أن يؤدي إلى تحسين مستوى الإنتاجية في القطاعات الزراعية والصناعية في الريف من خلال تطبيق الممارسات الحديثة واستخدام التكنولوجيا.

. تقليل الفقر: التعليم يمكن أن يساهم في تخفيض معدلات الفقر في الريف من خلال زيادة فرص العمل وتحسين مستوى الدخل للأفراد والأسر.

. تعزيز المشاركة المجتمعية: التعليم يمكن أن يعزز المشاركة المجتمعية والمدنية في الريف، ويسهم في تطوير المجتمعات المحلية وتعزيز الاندماج الاجتماعي.

. تحسين الصحة والرفاهية: التعليم يمكن أن يسهم في تحسين الصحة والرفاهية في الريف من خلال زيادة الوعي الصحي وتعزيز الممارسات الصحية الجيدة.

 

ما الخطوات التي يمكن اتخاذها لمواصلة تحسين نسبه الأمية ف الريف في المستقبل؟

لتحسين نسبة الأمية في الريف في المستقبل يجب الالتزام بعدة عوامل

– توفير التعليم الأساسي المجاني والإلزامي للأطفال في المناطق الريفية وكذلك

بناء وتحسين البنية التحتية للتعليم في الريف ، بما في ذلك بناء مدارس وتوفير وسائل النقل المناسبة للطلاب.

– توفير التكنولوجية  الاتصالات في المناطق الريفية لتحسين وصول الطلاب والمعلمين إلى الموارد التعليمية.

– تطوير برامج تعليمية متنوعة ومناسبة لاحتياجات سكان الريف ، مع التركيز على المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب.

– تشجيع المشاركة المجتمعية في تعزيز التعليم في الريف ، بما في ذلك تشجيع المجتمع المحلي والأسر على دعم التعليم والمدارس.

–  توفير برامج تدريب وتأهيل للمعلمين في المناطق الريفية لتحسين جودة التعليم.

– تعزيز التوعية بأهمية التعليم في المجتمعات الريفية وتحفيز الأسر على إرسال أبنائهم إلى المدارس.

– التركيز على المساواة بين الجنسين في الوصول إلى التعليم في الريف ، وضمان فرص متساوية للبنين والبنات للدراسة والتعلم.

– توفير الدعم الاقتصادي للأسر في الريف لتمكينها من تحمل تكاليف التعليم ، مثل توفير المنح الدراسية والمساعدات المالية.

-إجراء دراسات وتقييمات دورية لقياس التقدم وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسينات إضافية في نظام التعليم في الريف