كتبت : ساره جمال مصطفى
مازالت تعيش أفلام الأبيض والأسود في أذهان المشاهدين لأنها تميزت بالصدق و لكونها الفن الذي يرصد أحداث المجتمع ويقدمها بعين واقعية فاقترب من الجمهور وأصبح جزءًا لا يتجزأ من حياته ، وقد شهدت السينما المصرية أزهى أيامها في القرن الماضي وهي الأيام التي حملت لقب “العصر الذهبي” للسينما والتي عاصرت إنتاج المئات من الأفلام باللونين الأبيض والأسود سواء كوميدية أو رومانسية أو درامية ومن هذه الأفلام ما يعد من “كلاسيكيات” السينما المصرية و لهذه الأفلام نجوم حفروا أسماءهم وأدوارهم في ذاكرتنا وأذهاننا بأدائهم المتميز وبساطتهم وعفويتهم في زمن الفن الجميل في مصر هوليود الشرق و عاصمة الفن في العالم العربي، وفى هذه الفترة تلمع في سماء الفن المصري الكثير من الفنانات الجميلات اللاتي جعلن من الفن روعة لا تنتهي وجعلن من التليفزيون والسينما عرض جمالي رقيق رغم تقدم فن السينما وظهور أجيال ونجوم جديدة حاليًا يظل لهم مكانة خاصة وحنين وحضور دائم في أذهان الجماهير ومن تلك الفنانات الفنانة الجميلة برلنتي عبدالحميد .
تعد برلنتي عبدالحميد ابنة محافظة بني سويف قاهرية المنشأ ولكن أصلها من مدينة بني سويف، ولدت نفيسة ،الاسم الحقيقي لبرلنتي، في السيدة زينب في القاهرة ، وقد تقدمت إلى معهد الفنون المسرحية والتحقت بقسم النقد بعد حصولها على دبلوم التطريز ولكن سرعان ما أقنعها الفنان زكي طليمات بأن تلتحق بقسم التمثيل في المعهد وتخرجت من المعهد العالي للتمثيل، وبدأت العمل على المسرح وكان أول أدوارها في مسرحية «الصعلوك» وشاهدها «بيبر زريانللي» واختارها للعمل في أول ظهور سينمائي لها من خلال فيلم شم النسيم عام 1952 ثم توالت أعمالها وتألقها في السينما .
كانت بدايتها السينمائية كممثلة رئيسية عام 1952 في فيلم “ريا وسكينة” الذي اختارها فيه المخرج صلاح أبو سيف لتكون محطة انطلاق لها في السينما، وقد تزوجت برلنتي عبد الحميد مرتين المرة الأولى كانت من المنتج محمود سمهان الذى كان يحبها كثيرًا ويغار عليها، وكانت برلنتي مشترطة أن تكون عصمة الزواج في يدها، وبمجرد أن بدأت المشاكل تدب بينهم بسبب غيرته عليها وطلبه أن تترك التمثيل انفصلت عنه على الفور، وتزوجت للمرة الثانية من المشير عبد الحكيم عامر والذى يعتبر حب عمرها، حيث تركت كل شيء من أجله تركت فنها وأعمالها وكرست حياتها له وأنجبا ولدًا هو عمرو عبد الحكيم عامر، وقد كتبت كتابًا حول هذا الزواج بعنوان (المشير وأنا) صدر عام 1993، كما أصدرت عام 2002 كتابًا آخر بعنوان (الطريق إلى قدري.. إلى عامر) وتقول أنه أفضل توثيقًا من كتابها الأول.
وقدمت الفنانة برلنتي عبد الحميد الكثير من الأعمال الفنية المميزة التي صنعت نجوميتها وخلدت اسمها في تاريخ السينما المصرية، ولكن هناك الكثير من الأعمال السينمائية التي لا ينساها الجمهور ويتذكرها بسهولة بمجرد ذكر اسم برلنتي عبد الحميد، فالجميع يتذكر شخصية “لولا” التي قدمتها في فيلم “سر طاقية الإخفاء”، ونتذكر شخصية “دلال التي قدمتها في فيلم “ريا وسكينة”، وأيضًا شخصية “ريري” التي قدمتها في فيلم “إسماعيل ياسين في متحف الشمع” . وكعادة الفنانين والشخصيات العامة في الظهور في الأعمال الفنية، فقد جسدت دور برلنتي عبد الحميد النجمة غادة عبد الرازق في فيلم “جمال عبد الناصر”، وجسدتها أيضًا النجمة التونسية “درة” في مسلسل “صديق العمر”.
توفيت برلنتي عبدالحميد في 1 ديسمبر 2010 بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي عن عمر يناهز 75 عامًا، بعد إصابتها بجلطة في المخ تاركة خلفها تاريخ لا ينسى.