كتب : حسن محمد و اسراء وائل

 

يترنح العالم اليوم بين متاهات الحياة الحديثة ، مع تحدياتها ومغرياتها التي تشوش على درب الشباب ، وسط هذا البحر الهائج يبرز صوتٌ هادئٌ ومبادرةٌ فريدة ، صوتٌ ينبعث من معبد العلم والحكمة ، إنه صوت الأزهر الشريف ، الذي يعتبر رافداً أساسياً لتوجيه الشباب وإرشادهم نحو الطريق الصحيح ، دعونا نتشرف بحوار دسم لمواجهة التطرف وتوعية الشباب من جانب الأزهر الشريف مع الشيخ عبدالناصر حسين فتح الباب ، مدير التخطيط بمنطقة المنيا الأزهرية وخطيب باوقاف المنيا الجديدة.

 

  • في البداية ما هو دور الأزهر الشريف في توعية الشباب وارشادهم دينياً واخلاقيا ؟

الأزهر الشريف منذ نشأته منذ حوالي 1100 عام هو سُنة الله في ارضه وعلي مدار السنين ، يعمل الأزهر من خلال المراحل التعليمية المختلفة علي إنشاء رجال دين ليكونوا سفراء للدين الاسلامي في شتي المجالات ليعملوا علي نشر الوعي والتوعية السليمة بين الشباب بالوسطية وبالمنهج الصحيح ولا يميل الأزهر الشريف إلي أي تيار علي حساب الاخر ، وانما يعمل بمنهج الله ورسوله ، ويعمل الأزهر بقيادة شيخ الأزهر والإمام الأكبر احمد الطيب علي مَنح مِنح دراسية كاملة علي نفقة الأزهر في جميع أنحاء العالم الي الشباب ليأتواْ إلي مصر ليتعلمواْ في الأزهر ويكونوا سفراء في بلادهم بعد ذلك ليعملواْ علي نشر الدين الاسلامي بشكل صحيح ونشر الوعي بين الناس دينياً واخلاقياً .

 

  • كيف يتعامل الأزهر الشريف مع قضايا التطرف والتشدد الفكري بين الشباب ؟

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ( وتعاونوا علي البر والتقوى ولا تعاونوا علي الاسم والعدوان ) ، وقال رسول الله الكريم ” تُبني الاوطان علي أكتاف الشباب ” ولذلك فإن رجال الدين في الأزهر يعملون من خلال كتاب الله وسنته ويحاولون نشرها بين الشباب وكذلك الشيوخ لمواجهة جميع أعمال التطرف والتشدد الفكري عن طريق الجلوس في كل أماكن تجمعات الشباب من خلال النوادي والمقاهي والشوارع والمساجد وكذلك المدارس ، عن طريق إرسال رجال الأزهر الي المدارس بناءًا علي إتباع البروتوكول المُبرم بين الأزهر والتربية والتعليم ، ويحاولواْ تثقيفهم دينياً عن طريق الحوار العقلاني ويدعوهم إلي القراءة والتثقيف وإتباع الأفكار البناءة السليمة التي أمرنا بها الله ورسوله والبعد عن أعمال العنف والتطرف والأشخاص الذين يدعون إلي ذلك.

 

  • ما هي الاستراتيجيات في الأزهر لجعل الرسالة الدينية مفهومة وملائمة للشباب في ظل التطور التكنولوجي في العصر الحديث ؟

قال الله عز وجل ( ادعوا الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة * وجادلهم بالتي هي احسن * ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين ) ، لذلك ف الاستراتيجية واحدة وهي إتباع القرآن الكريم وسنة رسول الله ولكن مع التطور الذي يحدث في العصر الحديث يعمل الأزهر الشريف علي إستغلال هذه التكنولوجية من خلال منصات التواصل الإجتماعي علي الإنترنت مثل فيسبوك وتويتر وغيرها كأدوات لنشر الرسالة الدينية والتواصل مع الشباب ، عن طريق نشر مقاطع فيديو ، ومقالات ومواد تثقيفية تتناسب مع لغة الشباب ومنصاتهم المفضلة ، فالأزهر الشريف لديه مواقع كثير مثل موقع الأزهر الشريف الرسمي وموقع الفتوي الإلكترونية وموقع السؤال الإليكتروني وغيرها الكثير من المواقع التي أكدت ووضعت مكانة كبيرة للأزهر بين هذا الكم الهائل من التطور في التكنولوجية الحديثة .

 

  • ما هي البرامج والمبادرات التي ينفذها الأزهر الشريف لتوعية الشباب وتعزيز قيم الإنفتاح والتسامح ؟

هناك قنوات تليفزيونية علي مدار ال 24 ساعه تعمل علي نشر الرسالة الدينية ، عن طريق الشيوخ ورجال الدين الذين يتكلمون طول اليوم ، ويستمع لهم جميع الناس من المسلم وغير المسلم ، وهناك إذاعة القران الكريم علي مدار اليوم في جميع انحاء العالم ، وبجانب ذلك علي أرض الواقع يُنظم الأزهر الشريف دورات ومحاضرات تثقيفية دينية تستهدف الشباب ، تتناول مواضيع متنوعه تشمل العقيدة والفقه والأخلاق بهدف تعزيز فهمه الصحيح للإسلام وتعزيز قيم التسامح والإنفتاح وتطبيقه في حياتهم .

 

  • هل هناك تعاون بين الأزهر الشريف والجهات الحكومية لتعزيز دور الأزهر في توعية الشباب ؟

 

بالتأكيد هناك تعاون كبير بين الجهات الحكومية ، فكما قال رسول الله ” من أصبح منكم آمنا في سِربه معافاً في جسده عنده قوت يومه فكأنما حُيزة له الدنيا بحذافيرها ” فلولا هذا التعاون الكبير بين الأزهر الشريف والجهات الحكومية لما تسهلت عملية نشر القيم بين الشباب ونشر الوعي ومواجهة التطرف ، لان الذي يتكلم لابد له من تصريحات من هذه الجهات لمنع الخلط الكبير بين ما يُقدم رسالة مفيدة وجادة وبين من ينشر التطرف والتعصب بين الشباب .

 

  • م هي النصائح التي تقدمها للشباب في نهاية هذا الحوار

ادعوهم  ب مقولة سيدنا عمر ابن الخطاب ” جادلت العالم اقنعته ، جادلت الجاهل أقنعني ”  وكما قال الله عز وجل في كتابة العزيز ( اسالواْ اهل الذكرِ ان كنتم لا تعلمون ) لذلك نطلب من الشباب وجميع الناس ان يأخذوا العلم في الدين من رجال الأزهر وأهل الذِكر وليس من أي شخص آخر لا يعلم في الدين شيء لكي لا يعموا علي تَشتيت فِكرهم وتوجيههم توجيه خاطئ.