كتبت: سارة جمال مصطفى
تعد محافظة بني سويف من أکثر المحافظات الواعدة في صعيد مصر، حيث تتميز بموقع استراتيجي ورؤية متكاملة وخبرة تنفيذية تسهم في وضع المحافظة على خريطة الاستثمار والسياحة.
وتعد بني سويف أيضًا من أهم المحافظات الواقعة جنوب العاصمة المصرية القاهرة، مع توفر العديد من أماكن الجذب السياحي الهامة في المحافظة، حيث تتميز بوجود العديد من الآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية، بالإضافة إلى متحف يحتوي على العديد من الآثار من فترات مختلفة مثل الرومانية والفرعونية واليونانية والقبطية والإسلامية، وکذلك منطقة محمية کهف وادي سنور، حيث يعود تاريخ هذا الكهف إلى 65 مليون سنة.
لماذا سميت محافظة بني سويف بهذا الاسم.. وماذا كانت تسمى قديمًا؟
لم يطلق اسم بني سويف على المحافظة إلا حديثًا فخلال العصر الفرعوني، كانت تسمى (بوفيسيا)، إحدى أقدم المدن المصرية المقدسة في وادي النيل التي لعبت دورًا رائدًا في الحضارة المصرية القديمة، وكانت مقرا للملك نيسويت، وهو أحد ملوك مصر القديمة، قبل توحيد القطرين الشمالي والجنوبي لمصر بواسطة الملك مينا وكانت أيضًا عاصمة للبلاد فى عهد الأسرتين التاسعة والعاشرة الفرعونيتين (2240-2100 ق.م ).
وقد استمرت في لعب هذا الدور المهم خلال العصرين اليوناني والروماني، حيث كانت تصنف من ضمن أفضل المدن في مصر على ضفاف النيل وفي اللغة القبطية كانت تعرف باسم (باني سوف) وعند الفتح الإسلامي لمصر تحرف الاسم من (بوفيسيا) ليصبح (مينفيسيا)، مما يسهل نطقه في اللغة العربية.
وفي عام 1527 ميلادية تحول الاسم إلى (بني يوسف) وذلك نسبة لقبيلة عربية بدوية كانت تعيش في تلك المنطقة وخلال الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون أصبحت بني سويف عاصمة لتلك المنطقة نظرًا لأهميتها الاستراتيجية وأصبحت (بنى سويف) مديرية في عام 1858 ميلادية وكانت عاصمتها مدينة بنى سويف.
وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، تغير مصطلح مديرية إلى محافظة، وأنشئت المحافظة الحديثة والمعاصرة كما نعرفها اليوم.
موعد عيد بني سويف القومي.. ولماذا تم اختيار هذا اليوم بالتحديد؟
تحتفل محافظة بني سويف في 15 مارس من كل عام بعيدها القومي، تخليدًا لتضامن شعبها مع ثورة 1919 بقيادة الزعيم الوطني سعد زغلول، حيث هاجم الأهالي المحكمة التي عُقدت لمحاكمة الثوار وحاول الأهالي القبض على القاضي الإنجليزي فاضطر الإنجليز لإطلاق النار على الثوار، فاستشهد الكثير منهم.
كما قطع أهالي المحافظة خطوط السكك الحديدية لقطارات الإنجليز، ما تسبب في انقلاب قطارات وموت جنود إنجليز.
أهم ما تشتهر به المحافظة
يشيع بين أهالي محافظة بني سويف، أنها من المحافظات الفقيرة سياحيًا بحجة أنها لا تحتوي إلا على منطقة هرم ميدوم وطائرة العبور وحديقة الحيوان، ولكن الواقع غير ذلك حيث تضم كافة أنواع الآثار بعصورها المختلفة الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والسياحية.
وتتميز محافظة بني سويف بوجود متحف المحافظة الذي يضم العديد من الآثار القديمة من مختلف العصور الفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية، والمتحف مصمم على هيئة هرم ميدوم وهو يضم مجموعة من أجمل الآثار التي ترجع إلى العصور الفرعونية واليونانية والقبطية والإسلامية والعصر الحديث.
ويتكون من طابقين، الطابق الأرضي يضم آثارًا من عصور ما قبل التاريخ والعصور الفرعونية حتى العصر اليوناني الروماني.
ومن المناطق المميزة أيضًا كهف سنور الذي يعد من الأماكن الفريدة والتي يرجع تاريخها إلى 65 مليون سنة، ويعتبر الكهف ظاهرة فريدة من نوعها في مصر بل في العالم، وتظهر في الكهف نتوءات كلسيه تمثل صواعد وهوابط منها الشفاف كالزجاج ومنها الأبيض كالثلج ومنها ما يشبه الأنابيب الزجاجية الطويلة ومنها ما يشبه الشعب المرجانية.
وتضم محافظة بني سويف العديد من الآثار الإسلامية، منها مقبرة مروان بن محمد الموجودة في قرية أبو صير، وهو آخر ولاة الدولة الأُموية، وهناك مئذنة المسجد الكبير بدلاص، كما تضم المحافظة مسجدي السيدة حورية ومسجد عمر بن عبد العزيز، وغيرها الكثير من الأماكن المميزة عبر التاريخ.
ما هو شعار محافظة بني سويف ومعناه؟
يحتوي شعار بني سويف على هرم ميدوم بالإضافة إلى سنبلة قمح ومدخنة ونهر النيل في الجزء السفلي منه وكوبري بني سويف، حيث تكفى نظرة واحدة إلى شعار محافظة بني سويف لكي تدرك أن هذا الشعار يزيح الستار عن العديد من المعاني والأسرار الخاصة بالمحافظة.
ويشير شعار المحافظة إلى ماضيها العريق والمجسد في صورة “هرم ميدوم”، كما يحتفي هذا الشعار بحاضرها المزدهر، حيث تمثل سنبلة القمح النشاط الزراعي.
كما ترمز المدخنة إلى النشاط الصناعي، وفي الوقت ذاته يتنبأ هذا الشعار بمستقبل المحافظة، حيث يطالعك هذا الشعار في أسفل جزء منه بانسياب نهر النيل، يعلوه كوبري بني سويف، الذي يمتد ليربط طرفي المحافظة على ضفتي النيل.
تحدث باختصار عن هرم ميدوم في محافظة بني سويف؟
يعتبر هرم ميدوم هو الأثر المصري الذي يقال عنه إنه سيظل سرا من أسرار الحضارة الفرعونية القديمة، كما يذكر بأنه أول هرم بني في التاريخ وهو الهرم الموجود بجانب ممفيس على الضفة الغربية لنهر النيل ببني سويف بمنطقة ميدوم، وهو الهرم الوحيد الذي لا يأخذ شكلا هرميا، بل هو على هيئة مكعب وهو يعتبر مرحلة انتقالية ما بين الهرم المدرج مثل هرم زوسر والهرم الكامل مثل هرم خوفو أي أنه المرحلة الوسطية بين الهرمين.
وبني هرم ميدوم خلال الدولة القديمة في عهد الملك سنفرو من الأسرة الرابعة في ميدوم (2620 قبل الميلاد) ويظهر منه حاليًا ثلاثة مصاطب، زاشتقت الأحجار المستخدمة لبناء الهرم من محجر يبعد نحو 800 متر جنوبًا من موقع البناء، وكان هو خامس أكبر أهرامات مصر عندما تم إنشاؤه، يبدو أن هذا الهرم لم يكن بغرض أن يكون مقبرة لسنفرو وإنما أن يكون مقبرة أو هرمًا كاذبًا.