كتب: محمد خالد وهاجر هشام
انتشرت ظاهرة ألعاب المراهنات سريعًا بين الشباب المصري على الإنترنت، ولا نبالغ عندما نقول إنها من أخطر الألعاب الإلكترونية الموجودة حاليًّا، ليس فقط لأنها تسبب الإدمان أكثر من المواد المخدرة، إنما نتيجة الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الشباب داخل وخارج اللعبة، نتيجة مقامرته بمبالغ مالية ضخمة وإغراقه في دوامة من المشكلات يمكن أن تؤدي بصاحبها إلى القتل.
ويُقبل عليها الكثيرون سعيًا وراء كسب المال السريع، لكنّ هذه التطبيقات تُخفي وراءها مخاطر كثيرة تتمثل في الإدمان، وخسارة الأموال، وحدوث مشكلات اجتماعية ونفسية.
وتهدف لعبة المراهنات في التطبيقات إلى كسب المال من خلال المراهنة على نتائج أحداث رياضية أو ألعاب أخرى، وتُمول اللعبة عن طريق إرسال الأموال إلى حساب التطبيق من خلال محافظ الهاتف المحمول، أو بطاقات الدفع الإلكتروني.
ولا يُوجد تصنيف عمري محدد للعبة، ومع ذلك لا يُنصح بها للأطفال والمراهقين، لمخاطرها النفسية والمالية، وتُعدّ لعبة المراهنات سببًا للإدمان، إذ يُصبح الشخص مدفوعًا برغبة ملحة في المراهنة، سعيًا وراء كسب المزيد من المال مع إهمال واجباته ومسؤولياته.
وبمكن تجنب مخاطر الإدمان عن طريق حذف التطبيق، إذ تُعد الخطوة الأولى لتجنب الإدمان هي حذف التطبيق من الهاتف الذكي نهائيًّا، بالإضافة إلى التقليل من ساعات اللعب، ففي حال عدم القدرة على حذف التطبيق، يجب التقليل من ساعات اللعب تدريجيًّا، والبحث عن أنشطة بديلة، ويُنصح بممارسة أنشطة أخرى مفيدة مثل الرياضة أو القراءة أو التواصل الاجتماعي لشغل وقت الفراغ.
وفي هذه اللعبة يُطلب من المستخدمين إدخال معلومات شخصية مثل عنوان البريد الإلكتروني ورقم الهاتف ومعلومات الدفع عند بدء اللعب، ولكن لا تُوجد ضمانات كافية لحماية البيانات الشخصية للمستخدمين في هذه التطبيقات، غير أنه يُبرم التطبيق عقدًا مع شركة سنترال لإتاحة إمكانية تحويل الأموال، ويُمكن للمستخدمين استرداد أموالهم في حال عدم وصولها في الوقت المحدد.
تجارب شخصية
يقول عاصم غندور: “كنت ألعب في البداية لأجل المال، لكن الإثارة التي شعرت بها عند الفوز جعلتني أراهن بمبالغ أكبر، والآن أندم على كل الأموال التي أنفقتها في اللعبة، وهذا الندم يؤلمني أكثر، لأن الخسائر كانت أكبر بكثير من المكاسب”.
ويضيف “المراهنة جعلتني أمر بالمشكلات المالية، وأثرت سلبًا في حالتي النفسية، إذ أشعر بالقلق والتوتر الشديدين، وأحيانًا يسيطر الغضب والإحباط عليَّ عندما أخسر”.
قصة مُحزنة
يروي أشرف محمد قصة صديقه الذي فقد كل شيء بسبب لعبه القمار، إذ خسر صديقه كل أمواله، ما اضطره لبيع منزله والابتعاد عن زوجته، وتسبب هذا الحادث في حالة نفسية صعبة ومحطمة له.
حُكم الدين
يقول الشيخ عاطف أحمد “تُعدّ المقامرة والمراهنات محرمة في الإسلام، لأنها تُغرس روح الطمع والجشع في النفس وتُؤدّي إلى ضياع الأموال وحدوث المشكلات الاجتماعية، ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى: “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا” (الإسراء: 32). ويقول تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَصْنَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاتَّقُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (المائدة: 90)”.