كتبت: منار شعبان أحمد
في عصر الابتكارات التكنولوجية المتسارعة، يشهد المجال الطبي تطورات ملحوظة، ومن بين هذه التطورات تقنية جديدة لتبييض الأسنان تثير اهتمام الكثيرين. يعتبر تبييض الأسنان من الممارسات الشائعة لتحسين الجمال وزيادة الثقة بالنفس، ولكن كيف يؤثر هذا الابتكار التقني على صحة الأسنان والفم بشكل عام؟ هل هو فعال وآمن؟ وما هي التداعيات الطبية والصحية المحتملة لهذه التقنية؟ لنفهم تأثير هذا الابتكار على صحتنا وجمالنا الشخصي، ولنستكشف إجابات هذه الأسئلة وغيرها؛ أجرينا هذا الحوار الصحفي مع الدكتور محمد أشرف أحد دكاترة الأسنان ببني سويف، فإلى نص الحوار.
ما أحدث التقنيات المستخدمة في تبييض الأسنان والمواد المستخدمة بها؟
آخر التقنيات المستخدمة في تبييض الأسنان تشمل الليزر واللمبة الضوئية LED التي تعمل على تفعيل مواد التبييض بشكل أكثر فاعلية، بالإضافة إلى استخدام الجل المبيض الذي يحتوي على نسبة عالية من الهيدروجين بيروكسيد أو كرباميد بيروكسيد، وتختلف المواد المستخدمة في تبييض الأسنان باختلاف الطرق المستخدمة، حيث تشمل بيروكسيد الكرباميد والذي يتحول إلى بيروكسيد الهيدروجين، الذي يعتبر المادة الفعالة الرئيسية في عملية التبييض، وكذلك بيروكسيد الهيدروجين الذي يستخدم في عيادات الأسنان للتبييض الفوري، ويمكن استخدام الصوديوم بيكربونات كمكمل لعمليات التبييض لإزالة بعض البقع السطحية، بينما تستخدم مواد أخرى مثل الفلوريد والفوسفات والسليكا في بعض منتجات التبييض، للمساعدة في حماية الأسنان وتقليل حساسيتها خلال العلاج.
هل هناك آثار جانبية محتملة لعمليات التبييض؟
بعد عملية التبييض، قد يعاني بعض الأشخاص من زيادة الحساسية للأسنان إلى البارد والحار، وقد تسبب بعض المواد المستخدمة تهيجًا للثة، كما يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط أو غير الصحيح لمنتجات التبييض إلى تآكل الطبقة الخارجية للأسنان، وفي بعض الحالات قد يظهر لون داكن على اللثة بعد العملية، ويمكن أن تؤدي عمليات التبييض أيضًا إلى تغير لون التاج الطبيعي للأسنان، ما يجعلها تبدو غير متجانسة مع الأسنان الطبيعية الأخرى.
ما الإرشادات الأساسية للعناية بالأسنان بعد إجراء عملية التبييض؟
بعد إجراء عملية تبييض الأسنان، يُنصح باتباع بعض الإرشادات الأساسية للعناية بالأسنان للحفاظ على النتائج وصحة الفم، يتضمن ذلك الابتعاد عن المشروبات الملونة مثل القهوة والشاي، والابتعاد عن التدخين لتفادي تلويث الأسنان وتقليل فاعلية العملية، كما ينصح بالتنظيف اليومي باستخدام فرشاة أسنان ناعمة ومعجون مبيض، واستخدام منتجات تبييض الأسنان المنزلية بانتظام. للحفاظ على اللون المبيض، يجب أيضًا زيارة طبيب الأسنان بانتظام للفحص والتنظيف.
هل يمكن للأشخاص الذين يعانون من حساسية في الأسنان أو مشكلات أخرى في الفم إجراء عمليات تبييض؟
يمكن إجراء عمليات تبييض الأسنان للأشخاص الذين يعانون من حساسية الأسنان، ولكن يجب على الأطباء أن يكونوا حذرين، لأن تبييض الأسنان قد يكون مؤلما، وقد يزيد من الحساسية لديهم.
هل هناك أوقات محددة يجب فيها تجنب عمليات التبييض؟
ينبغي تجنب عمليات تبييض الأسنان أو التحلي بالحذر الشديد في بعض الحالات، وتشمل ذلك الحمل والرضاعة الطبيعية، حيث يُنصح بتجنب التبييض لتفادي أي تأثيرات سلبية محتملة على الجنين أو الطفل، كما قد يكون التبييض غير مناسب للأسنان التي تعاني من تسوس أو مشاكل في اللثة، مما قد يزيد من الألم أو الحساسية، في حالة فقدان المينا السنية بشكل كبير، قد لا يكون التبييض فعّالًا وقد يؤدي إلى نتائج غير مرضية، كما يُنصح بعدم إجراء عمليات تبييض الأسنان للأطفال الذين لم تنمُ بعدُ أسنانهم الدائمة، لأن هذا قد يؤثر على تطور الأسنان الطبيعي. وفيما يتعلق بالأسنان التي تحتوي على حشوات أو تركيبات سنية، فإن التبييض قد لا يكون فعّالًا وقد يؤدي إلى تباين لون الأسنان.
ما العادات الغذائية والسلوكيات التي يمكن أن تؤثر سلبا على نتائج عمليات التبييض؟
هناك بعض العادات الغذائية والسلوكيات التي تؤثر على عمليات التبييض، ومنها تناول المشروبات الغازية والملونة مثل القهوة والشاي، حيث يمكن أن تلوّث الأسنان بالألوان وتقلل من فاعلية عملية التبييض، كما يمكن للتدخين أن يسبب تلوينًا للأسنان، ويقلل من فاعلية عملية التبييض، كما أن تناول الأطعمة الحمضية مثل الليمون والبرتقال يمكن أن يؤدي إلى تآكل الطبقة الخارجية للأسنان وتقليل فاعلية التبييض، بينما عدم الانتظام في العناية الفموية وتراكم البقع قد يقلل من فاعلية عملية التبييض أيضًا. وتناول الأطعمة ذات الأصباغ الطبيعية مثل التوت والرمان يمكن أن يلوّث الأسنان باللون ويقلل من فاعلية التبييض. قد يؤثر التبييض أيضًا على الحشوات السابقة والأسنان المعالجة بالتاج، حيث قد يحدث تغير لون الحشوات السابقة بشكل خاص إذا كانت مصنوعة من مواد تتفاعل مع مواد التبييض.
ما بدائل تبييض الأسنان الطبيعية التي يمكن استخدامها؟
هناك العديد من البدائل لتبييض الأسنان الطبيعية التي يمكن استخدامها بدلًا من العمليات الكيميائية، وتشمل تنظيف الأسنان الاحترافي الذي يتم تنفيذه بواسطة طبيب الأسنان، حيث يتضمن إزالة الترسبات والبلاك والبقع السطحية للحصول على أسنان أكثر بياضًا، كما يمكن تحسين لون الأسنان وصحتها عبر تغيير العادات الغذائية، مثل تجنب تناول المشروبات والأطعمة الملونة كالقهوة والشاي والنبيذ الأحمر، وزيادة استهلاك الفواكه والخضراوات الطازجة، إذًا للحفاظ على أسنان بيضاء وصحية دون اللجوء إلى عمليات تبييض؛ يمكن اتباع الإجراءات التالية: الانتظام في العناية الفموية، وتجنب المشروبات الغازية والمعلبة الغنية بالسكريات، إضافة إلى تناول الأطعمة الصحية الغنية بالكالسيوم، وإجراء زيارات منتظمة لطبيب الأسنان، وتجنب التدخين الذي يمكن أن يلوث الأسنان ويسبب تسوسًا ومشكلات صحية أخرى في الفم.