كتب :عمر ماهر
في قلب الصعيد، ترتفع جامعة أسيوط شامخة كرمز للتعليم العالي والبحث العلمي، معلنة عن نفسها كمنارة تنير دروب المعرفة وتفتح آفاقًا جديدة لأبناء مصر. منذ تأسيسها في عام 1957، سطرت الجامعة قصة نجاح متميزة، مؤكدة على دورها كحاضنة للعقول الواعدة ومركز للإبداع والابتكار .
تعد جامعة أسيوط واحدة من أبرز الجامعات في مصر وتعتبر رمزًا للتعليم في صعيد مصر. تأسست الجامعة في أكتوبر عام 1957، وكانت تُعرف في البداية باسم “جامعة محمد علي”، وذلك تكريمًا لمحمد علي باشا، والي مصر بعد ثورة يوليو 1952، تغير اسم الجامعة إلى جامعة أسيوط . وتعتبر جامعة أسيوط الآن رابع جامعة حكومية مصرية من حيث تاريخ الإنشاء، بعد جامعات القاهرة، والإسكندرية، وعين شمس، وهي أول جامعة تأسست في صعيد مصر .
جامعة أسيوط هي واحدة من الجامعات الرائدة في مصر وتقع في مدينة أسيوط. تضم الجامعة مجموعة متنوعة من الكليات والأقسام التي تغطي مختلف المجالات الأكاديمية والمهنية مثل ، كلية الطب البشري ، كلية الهندسة ، كلية الصيدلة ، كلية التربية الرياضية ، كلية التربية ، كلية الآداب ، كلية الفنون الجميلة ، كلية التربية النوعية ، كلية الطب البيطري ، كلية التجارة ، كلية الحقوق ، كلية الزراعة ، كلية الحاسبات والمعلومات ، كلية التمريض ، كلية طب الأسنان ، كلية التربية للطفولة المبكرة ، كلية الخدمة الاجتماعية .
تتمتع جامعة أسيوط ببنية تحتية متطورة ومرافق متنوعة تخدم العملية التعليمية والبحثية. في عام 2023، شهدت الجامعة العديد من الافتتاحات الجديدة وتحديثات في مختلف قطاعاتها مثل افتتاح مبنى سكني للطلاب بعد تجديده بتكلفة 13 مليون جنيه كما افتتح وحدة متنقلة للتبرع بالدم ، الأولى من نوعها في الصعيد بتكلفة إجمالية 3.5 مليون جنيه ، كما يوجد في الجامعة فرع هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار لدعم الباحثين في أكثر من 19 جامعة وصوبة “نباتات الزينة المكيفة” الأولى من نوعها على مستوى كليات الزراعة بصعيد مصر ، كما يوجد ملعب النجيل الصناعي بكلية التربية الرياضية بعد تطويره وقسم جراحة العظام بمستشفى الإصابات والطوارئ بقدرة استيعابية 190 سريرًا .
بالإضافة إلى ذلك، تحرص الجامعة على تطوير البنية التحتية الصديقة للبيئة، حيث تم بناء أول سطح أخضر مكثف بكلية الزراعة وتنفيذ العديد من المشاريع البيئية ، كما تم اتخاذ خطوات لرفع كفاءة المساكن وتحسين جودة الحياة لأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة .تشمل البنية التحتية الأخرى للجامعة مجمع الخدمات الذي يضم مكتب البريد، مكتب اتصالات، مكتب الشهر العقاري، مكتب حجز تذاكر القطارات، ومكتب توثيق وزارة الخارجية، بالإضافة إلى مكتب الضرائب العقارية ومكتب خدمات تجنيدية ، فالجامعة تعمل على تحسين البنية التحتية وزيادة الخدمات المتاحة لتقديم بيئة عمرانية متطورة ومستدامة. هذه الجهود تجعل الجامعة مكانًا مثاليًا للتعليم والبحث والتطوير المستمر.
جامعة أسيوط تلعب دورًا محوريًا في تطوير البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر. تسعى الجامعة إلى تحقيق التميز في هذه المجالات من خلال عدة محاور أهمهم توفير التعليم العالي حيث تقدم الجامعة برامج تعليمية تهدف إلى إعداد الطلاب للمنافسة في سوق العمل المحلي والدولي ، وتطوير البحث العلمي كما تشجع الجامعة على البحث العلمي المتقدم وتسخير الإمكانات لتحقيق رؤيتها في هذا المجال ، النشر الدولي حيث تم نشر 75% من أبحاث الجامعة دوليًا في مجلات المربع الذهبي، مما يعكس جودة وكفاءة البحث العلمي كما تعزز الجامعة التعاون الدولي، حيث أن 66% من الأبحاث المنشورة دوليًا تمت بالتعاون مع جامعات دولية ، ولأول مرة حصل الباحثون بالجامعة على تمويل لمشاريعهم البحثية بإجمالي 550000 دولار في عام 2023 ، كما تبحث الجامعة آليات إنشاء وادي العلوم والتكنولوجيا لدعم البحث العلمي والابتكار .
جامعة أسيوط توفر بيئة جامعية غنية ومتنوعة لطلابها، حيث الحرم الجامعي غني بالمكتبات، والنوادي الرياضية، والمسارح لخدمة طلاب الجامعة. كما يشارك الطلاب في مبادرات مثل التحول الأخضر وتجميل الحرم الجامعي، مما يعزز الوعي البيئي والمسئولية الاجتماعية لديهم ، هذه الأنشطة تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعكس رؤية مصر 2030 . وتعمل جامعة أسيوط على توفير تجربة جامعية متكاملة تساعد الطلاب على التطور الفكري، والاجتماعي والشخصي ، وتحرص الجامعة على أن يشعر الطلاب بأن الحرم الجامعي هو منزلهم، وأن جامعة أسيوط أكثر من مجرد مكان للحصول على التعليم، فهي المكان الذي تتحول فيه شخصية الطالب .
ومن الجدير بالذكر ان جامعة أسيوط حققت العديد من الإنجازات والاعتمادات التي تعكس مكانتها كمؤسسة تعليمية رائدة في مصر، وخاصة في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا
- النشر الدولي : حوالي 75% من أبحاث الجامعة تم نشرها دوليًا في مجلات المربع الذهبي، مما يدل على جودة وكفاءة البحث العلمي .
- التعاون الدولي: 66% من الأبحاث المنشورة دوليًا تمت بالتعاون مع جامعات دولية، مما يعزز الشراكات العلمية العالمية .
- تمويل البحث العلمي : حصل الباحثون بالجامعة على تمويل لمشاريعهم البحثية بإجمالي 550000 دولار في عام 2023
- الاعتمادات : جامعة أسيوط حصلت على الاعتماد لكونها تلبي متطلبات الأيزو 9001:2015، مما يؤكد على التزامها بالجودة .
- الإنجازات الطلابية : طلاب الجامعة حققوا مراكز متقدمة في مسابقات محلية وعالمية في مجالات مثل الإبداع والابتكار والتنمية المستدامة .
هذه الإنجازات تبرز دور جامعة أسيوط كمركز للتميز الأكاديمي والبحثي، وتساهم في تعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
تتميز جامعة أسيوط بأنها مصدر للشخصيات الهامة والمؤثرة في تاريخ مصر ، حيث أخرجت لنا العديد من الأساتذة والدكاترة الملهمين مثل د. أحمد مدحت إسلام (1924 – 2006): أستاذ كيمياء عضوية. عمل أستاذًا مساعدًا بقسم الكيمياء بجامعة أسيوط عام 1959.
والدكتور جلال زكي: أستاذ جراحة العظام ومؤسس قسم جراحة العظام بالجامعة ورئيسه منذ إنشائه وحتى عام 1996، ورئيس سابق لجمعية جراحة العظام المصرية. حاصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الطبية ووسام التميز من الطبقة الأولى (2002).
والدكتور حسين كمال الدين (1913 ـ 1987): عمل أستاذًا لكرسي المساحة والجيوديسية بجامعة أسيوط بين عامي 1961 و1971، وكان في الوقت نفسه وكيلاً لكلية الهندسة بأسيوط.
والدكتور خالد عبد القادر عودة: أستاذ بقسم الجيولوجيا بكلية علوم أسيوط وأحد أعلام جماعة الإخوان المسلمين وابن المستشار عبد القادر عودة.
والدكتور طارق الجمال: رئيس وحدة الجراحات الميكروسكوبية بالجامعة، والرئيس الرابع عشر للجامعة.
والدكتور عبد الرازق حسن: أستاذ الجراحة العامة، والرئيس السادس للجامعة بين عامي 1980 و1991.
والدكتور عبد المتين موسى: ثالث رئيس لجامعة جنوب الوادي، وأستاذ جراحة الأذن والأنف والحنجرة الأسبق بجامعة أسيوط.
والدكتور عبد الوهاب البرلسي: أستاذ علم الأدوية (الفارماكولوجيا)، شغل منصب مدير جامعة أسيوط في الفترة عامي 1967 و1968 ثم وزير التعليم العالي بين عامي 1968 و1971.
والدكتور محمد حمد النشار : أستاذ بقسم المحاسبة بكلية تجارة أسيوط، وهو الرئيس الرابع للجامعة وأول عميد لكلية التجارة بها.
والدكتور محمد رجائي الطحلاوي: أستاذ بقسم هندسة التعدين، والرئيس السابع للجامعة ومحافظ أسيوط الأسبق.
على جانب آخر يجعلنا كل هذا نتأكد أن جامعة أسيوط تظل بمثابة العمود الفقري للتعليم في صعيد مصر، مستمرة في مسيرتها نحو التميز والريادة مع خططها المستقبلية الطموحة وإنجازاتها المتواصلة، تعد الجامعة بمستقبل مشرق يحمل في طياته وعدًا بمزيد من النجاحات التي ستسهم في رفعة وتقدم الوطن.