كتب: لوندي مرزق
التحطيب هو فن تراثي مصري عريق يجمع بين القوة البدنية والرشاقة والاحترام المتبادل، نشأ هذا الفن في صعيد مصر وتطور ليصبح جزءاً من الثقافة الشعبية ومظهراً مهماً من مظاهر الاحتفالات الدينية والموالد والأفراح و يقدَّر هذا الفن كوسيلة للترفيه والاستعراض، لكنه يظل مرتبطاً بعناصر من التقاليد والاحترام بين اللاعبين.
تشمل مباريات التحطيب عادة مبارزات بين لاعبين يستخدمان عصا خشبية، مع إيقاع المزمار البلدي في الخلفية و تتطلب اللعبة ليس فقط القوة البدنية، بل أيضًا مهارات التحكم والحركات المرنة، مما يجعلها مزيجًا بين الرقص والفنون القتالية، أبرز قواعد التحطيب هو الاحترام المتبادل بين اللاعبين، حيث يجب أن يمسك كل لاعب بعصاه باليد اليمنى ويبدأ برفعها الأكبر سناً من هنا تأخذ المباراة طابعها الاستعراضي المميز الذي يثير إعجاب الجمهور.
على الرغم من ارتباط التحطيب بالصعيد المصري، إلا أنه أصبح ظاهرة ثقافية تمتد إلى مناطق أخرى، حيث تجذب فرق التحطيب الاهتمام من خارج مصر و أدى هذا إلى دعوات لفرق الرقص الصعيدي لتقديم عروض في دول عربية وأوروبية، ما يعكس انتشار وتأثير هذا الفن التقليدي.
تظل قيمة التحطيب في كونه تراثًا يُحافظ عليه الأجيال المتعاقبة. وبينما شهد هذا الفن تطورات، فإن جوهره بقي كما هو: مزيج من القوة والرشاقة والاحترام، مع لمسة من الحماسة الشعبية التي تجعل من التحطيب عرضًا فريدًا وجاذبًا في المناسبات والاحتفالات.