كتبت: إسراء شركس
في قلب محافظة المنيا، تواجد منطقة تاريخية تحمل في طياتها أسرارًا عميقة ومشاهد تجسد حقبا من الزمن المهمة للإسلام وللتاريخ العربي الإسلامي.
واحدة من هذه المشاهد التاريخية البارزة، هي بئر الصحابة في المنيا، الموجود في ملوي بالقرب من قرية (الشيخ عباده) .
بئر الصحابة أو ما يطلق عليها أيضًا بئر السحابة، هو مكان يشتهر بأنه مر من عليه الصحابة وشربوا منه، والذي يمثل حاليا رمزًا للوحدة والتضامن بين المسلمين والمسيحين.
وبئر الصحابة لا يمثل مجرد بئر مائي، بل هو رمز لبعض الناس بأنه مؤهل لشفاء المرضى، لكن كل هذا ليس له إثبات ديني.
يقول حارس المكان، إنه أطلق عليه بئر الصحابة اعتقادًا بأن الصحابة شربوا منه أثناء فتح عمرو بن العاص لمصر، أما المسيحيون فيطلقون عليه بئر السحابة، لأن العائلة المقدسة مرت عليه وشرب منه يسوع الطفل، وهناك من يعتقد أن البئر حفرها المقدس شمعون والد السيدة مارية القبطية، وشربت منه هي وشقيقتها.
ويقع هذا البئر بطريق المقابر على أطراف قرية الشيخ عبادة في مركز ملوي، وعمق البئر25 مترا، ويتعامل معه الناس بطقوس منها الطواف حوله أو الاستحمام وغسل الوجه منه أو الشرب منه، حتى الحيوانات المريضة أو قليلة الإنتاج كان لها نصيب من هذه الخرافات.
كل هذه الروايات ليس لها أصل معلوم، وتتردد على ألسنة الناس، وكثرة تضاربها يشكك في عدم صحتها لأنها لم تسجل كأثر أو رمز ديني، وحتى إذا سلمنا بصحتها فهذا غير مقبول من وجهة نظر رجال الدين، لأنها عبارة عن خرافات مصطنعة من البشر، وهذا المعتقد مخالف للعقيدة والشريعة.