كتبت: إسراء أحمد شركس

في قلب محافظة المنيا، توجد آثار تعود إلى عصر الأشمونين، الذين حكموا مصر في الفترة الفرعونية الأولى حيث نجحوا في إرساء دولة قوية وتوسيع نفوذهم على مدار عدة قرون.

وتمتاز آثار الأشمونين في المنيا بثراء تاريخي وثقافي يعكس مدى التطور والتقدم، الذي شهده هذا الإقليم خلال العصور القديمة.

وتعد هذه الآثار مصدر إلهام للعلماء والمؤرخين والمهتمين بالحضارة المصرية القديمة، حيث تقدم نافذة فريدة نحو حياة الأشمونين وتراثهم الثقافي.

تمتاز هذه الآثار بتنوعها الهائل، حيث تضم مقابر ومعابد ومنحوتات تعكس عبقرية الحضارة الأشمونية في مجالات العمارة والنحت والفنون وتعكس الرموز والنقوش الموجودة على الجدران والأعمدة، تفاصيل حياة الفراعنة وعقائدهم الدينية والثقافية.

تُعَدُّ آثار الأشمونين في المنيا واحدة من الوجهات السياحية المهمة في مصر، حيث يقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف جمالها وتاريخها العريق، وتُعَدُّ محطة أساسية لمن يرغب في فهم واكتشاف تاريخ مصر القديم وتراثها الحضاري.

يروي حارس المكان أصل تسمية مدينة الأشمونين بهذا الاسم بأنه تحريف لاسم “خامون” أو مدينة الثمانية المقدسة، موضحا أنها ذات تاريخ قديم وكانت مزدهرة على طول التاريخ الفرعوني والعصر اليوناني الروماني، وما زال بها بعض الآثار الفرعونية واليونانية وتم العثور على مقبرة “أمير المقاطعة” في عهد الفراعنة وهي مقبرة من أجمل مقابر القدماء المصريين، وكانت الأشمونين عاصمة الإقليم الخامس عشر وكان يعرف بإقليم الأرنبة وقدمت نظرية الثامون المقدس وهي إحدى نظريات الخلق المهمة.

ويعد معبد الملك أمنمحات الثاني من أهم معابد منطقة الأشمونين، ومعبد تحوت من الأسرة 18، ومعبد رمسيس الثاني، ومعبد الملك مرنبتاح، ومعبد للملك نختنبو، وبقايا معبد فليب ارهديو.

 

وتكريمًا للسيدة العذراء بنيت البازيليكا وبها معبد نيرون ويرجع لحكم الإمبراطور نيرون الذي حكم 54م حتى عام 68م.

وبني المعبد من الحجر الجيري وعليه تصوير للإمبراطور وهو يتعبد أمام الآلة “جحوتي”، ويضم المعبد منحوتات حجرية وبه متحف في الهواء الطلق به تمثالان كبيران للإله تحوت، على شكل قرد بابون وبه أيضًا بقايا معبد من فيليب ارهيديس.

وشملت المنطقة تطويرات، منها وضع الأسلاك الشائكة حول معبد نيرون، وقص الحشائش، وذلك تحت إشراف منطقة آثار ملوي.