كتبت : إسراء أحمد شركس

 

 

 

 

يمتلئ إقليمنا بكثير من المناطق الأثرية والسياحية التي تبرزه وتجعله من أكثر المناطق الجميلة والهامة على خريطة مصرنا أم الدنيا ، وفي هذا الصدد تظهر لنا محافظة المنيا التي تنتشر الآثار في كل ركن بها سواء كانت معالم ظاهرة لنا أو مقابر ومناطق أصبحت تحت الأرض بواقع التغيرات الجيولوجية ومن هذه المناطق التي تشتهر بها محافظتنا هي منطقة آثار بني حسن التي تعد منطقة غنية بالمقابر والآثار التاريخية التي تعود إلى عدة عصور من تاريخ مصر القديم، وتعتبر منطقة مهمة لدراسة الحضارة المصرية.

تشتهر المنطقة بمجموعة واسعة من المقابر التي تتمثل في مقابر الأسرة الملكية والمواطنين العاديين على حد سواء وهذه المقابر تعكس العديد من الجوانب المختلفة للحياة في مصر القديمة، بما في ذلك العادات الدينية والاجتماعية والاقتصادية ، ومن بين هذه المقابر المعروفة في بني حسن هي مقابر تونيس الملكية التي يعود تاريخها إلى العصر الفرعوني الأول، وتتمثل في مجموعة من المقابر الملكية التي تعود إلى الأسرة الحادية عشر والثانية عشر، وتحتوي هذه المقابر على العديد من اللوحات الجدارية والنقوش التي توفر نظرة مثيرة عن الحياة في ذلك الوقت.

ومن جانبه فإن دراسة المقابر والآثار في بني حسن تعطينا فرصة فريدة لفهم الحضارة المصرية القديمة وتطورها عبر العصور المختلفة ، دعونا نأخذكم في جولة شيقة لإقليميشن مع حارس المقبرة الذي قضى حياته في العمل في هذه المقابر الأثرية لما يقارب ال34 عام يتولى مهمة الحفاظ على هذا المكان  والحفاظ على سلامة زائريه ، الذي يتمتع بسجل حافل من الشجاعة والإخلاص في خدمة مجتمعنا وحماية ممتلكاته.

وقد صرح حارس المقبرة أن هذه المقابر نشأت من 4000 عام ولكن تم اكتشافها منذ 400 عام فقط وإن هذا الشيء غريب للغاية مما يجعلنا نتعمق في دراسة هذا المكان .ومن جانب آخر تحتوي هذه المنطقة على مقابر حكام بني حسن التي تتكون من 39 مقبرة ،4 من بينهم مهيئين للزيارة والباقي لم يتم فتحه لأنه لم يتم استكماله ، وقد تم نقل جميع التوابيت والتماثيل إلي متحف ملوي للآثار  .

كانوا حكام بني حسن مثلهم كمثل باقي أجدادنا المصريين القدماء يهتمون أكثر بالمقابر لأنهم يعتقدوا أنها الحياة الأخرى الدائمة الأبدية أو كما يسمونها حياة البعث والخلود ، وكانوا حكام إقليم من عصر مصر الوسطي وبالتحديد عصر الأسرتين 11 و 12 وعمر هذه المقابر حتي الآن 4024 سنة .

ويعد أحد أهم هذه المقابر “مقبره خيتي” وصاحبها الأمير حاكم الإقليم السادس عشر. وتحتوي على العديد من مناظر الحياة اليومية مثل: صيد الأسماك بالحربة وزراعة اللوتس ،ورحلات صيد الغزلان بالأسهم ومعه الخدم التابعين له وصناعة الغزل والنسيج ، كما وثقوا أيضًا حفلاتهم الراقصة ورحلة الزواج لصاحب المقبرة وشكل العروس ليلة الزفاف ووجود الشهود أيضًا ، الذين شهدوا عقد زواج الملك وعددهم 6 (3 من الرجال و3 من النساء) وما يميز المقبرة أيضًا المناظر التي تصور حركات المصارعة المختلفة ،حيث يوجد بها 110 حركة للعبه المصارعة وهذه المصارعة موجودة فقط في مقابر بني حسن على مستوي العالم ويوجد من الأسفل تدريب عسكري بالأسهم والسيوف

ويبرز في الجهة الأخرى عصر العنب لتكوين النبيذ . وتم توثيق لحظة المرضعة لابن الملك الحاكم . وبها رسومات مثل اليوجا والعلاج الطبيعي، يوجد بالمقبرة مقبرة دفن بها الملك عمقها 25 متر ولكن تم نقل ما بها إلي المتاحف والمخازن . ووجد بها أيضًا حجر الصوان التي كانت تستخدم في حفر المقابر لأن الجبال حجر جيري ،وأيضًا من الرسومات الموثقة رحلة أبيدوس الذي يوجد في سوهاج وهي رحلة الحج المقدسة عن طريق أخذ المومياء ثم تحنيطها ثم تأتي مرة أخرى إلي بني حسن ، ويوجد في آخر جهة من المقبرة الباب الوهمي (باب البعث والخلود) .وقال حارس المقبرة أن المقبرة تعرضت للسرقة أثناء عصر الاحتلال والعصر الروماني ،لذلك قاموا بنقلها إلى المخازن والمتاحف .

وفي سياق متصل يوجد داخل المقبرة الأخرى وهي مقبرة باقت الثالث والد خيتي ،  مناظر الحياه اليومية مثل مقبرة خيتي تمامًا ولكن الاختلاف هنا مناظر العقاب للأشخاص الذين يتأخروا في دفع الضريبة وطريقة عقاب الرجال غير النساء ،كان الرجال يعاقبوا بالجلد أم النساء بحلق شعرها .