كتب : دعاء عمر – أبوبكر محمد
يتمتع إقليمنا بكثير من المناظر الجذابة الفاتنة التي تعد إحدى أهم ما يميزه فنجد في كل محافظة من محافظات إقليمنا الكثير من المناظر الخلابة فإذا تأملنا في إقليمنا وجدنا ما يجعلنا متعلق به أكثر من غيره فمثلا على ذلك مدينة البهنسا في محافظة المنيا تعتبر مدينة البهنسا هي المدينة الساحرة الموجودة في قلب مصر حيث أنها واحدة من أقدم المدن في العالم وتشتهر المدينة بتنوعها الثقافي والتاريخي الغني وتعتبر وجهة مهمه للسياح من جميع أنحاء العالم.
لا يقتصر جمال البهنسا على تاريخها العريق فحسب ، بل تتميز أيضًا بطبيعتها الخلابة حيث تقع على ضفاف نهر النيل الخصب التي تجتذب السياح بمناظرها الطبيعية الخلابة وفرص التجول في النيل بالقوارب الشراعية التقليدية . ستجد في البهنسا آثار تاريخية تعكس تراثها العريق مثل معابد وضريح الهرم التنين ولذلك قمنا بإجراء حوار مع عامل المقابر وحارسها لمعرفة المزيد عن مدينة البهنسا .
تقع مقابر البهنسا في المدينة الأثرية القديمة بقرية البهنسا على بعد 16 كيلومترًا من مركز بني مزار ناحية الغرب بمحافظة المنيا. وتشتهر قرية البهنسا في مركز بني مزار بـ “البقيع الثاني” أو “البقيع المصري” لما تضمه من مقابر وأضرحة لعدد كبير من الصحابة والتابعين الذين دخلوا مصر، عقب الفتح الإسلامي عام 21 هجريًا حيث تحوي المدينة على أكثر من 30 مقبرة.
ويعد من ضمن أشهر القبور التي تضمها القرية قبر محمد بن عبدالرحمن ابن صديق رسول الله أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، وضريح الحسن صالح بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. ويوجد أيضًا مقابر السبع بنات وقبتي أبو سمرة والصحابي زياد بن أبي سفيان.
وقد بلغ عدد الشهداء بمقابر مدينة البهنسا نحو 5 آلاف قبر من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن الآثار الإسلامية أيضًا التي تضمنتها مدينة البهنسا قبة زياد بن أبي سفيان وهو الأمير زياد بن الحارث بن أبي سفيان بن عبدالمطلب وأبوه ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي حمل راية فتح البهنسا من عمرو بن العاص وبني له ضريح مكتوب على جدرانه هذا مقام المجاهد ابن المجاهد في سبيل الله الأمير زياد عام 992 هـ / 1583 وضريح الحسن صالح بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ويعد من معالم البهنسا أيضًا ما يعرف بقبة أبو سمرة وهو عبدالحي بن الحسن بن زين العابدين البهنسي المالكي وهي قبة ضخمة مقامة على تل أبو سمرة الأثري .
ويطلق على مدينة البهنسا مدينة الشهداء لكثرة من استشهد فيها خلال الفتح الإسلامي ففي عام 22 هجريًا أرسل عمرو بن العاص جيشًا لفتح الصعيد بقيادة قيس بن الحارث وعندما وصل إلي البهنسا كانت ذات أسوار منيعة وأبواب حصينة كما أن حاميتها الرومانية قاومت جيش المسلمين بشدة مما أدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين.