كتب : حسن محمد ولوندي مرزق
في قلب شمال الصعيد المصري ، تتجلى مواصفات فريدة تميز هذه البقعة الجغرافية الرائعة ، ينبض الصعيد بروح الكرم والجود، حيث يفتح أهله أبواب بيوتهم وقلوبهم لكل من يزورهم، مما يجعلها وجهة محببة للزوار والباحثين عن الاستمتاع بتجربة فريدة من نوعها، تعكس الروح الأسرية القوية في الصعيد تماسكها وتلاحمها، حيث تتميز هذه المنطقة بالوقوف المتبادل جانبًا إلى جانب في وقت الشدة، والتضامن في مواجهة التحديات والصعوبات.
ولا يمكن التحدث عن الصعيد دون الإشارة إلى ثراء تراثه الشعبي، الذي يعكس تاريخه العريق وتماسك مجتمعه، فقد ترسخت الأمثال الشعبية في وجدان الصعايدة عبر العصور، مثل “ضرب الحبيب زي أكل الزبيب” و”انا واخويا علي ابن عمي ، وانا وابن عمي علي الغريب “، وهي تعكس حكمة وعمق فلسفي يمتزج بروح الفكاهة والطرافة التي تميز ثقافة الصعيد.
هكذا، يعد الصعيد ملاذًا للجمال الطبيعي والتراث الثقافي، ومصدرًا للحكمة والتلاحم الاجتماعي، ما يجعله موضوعًا مثيرًا للتحقيق الصحفي لاستكشاف أعماق هذه البقعة الفريدة من نوعها.
اهل الكرم
بتلك المقولة الشهيرة التي تصف أهل الصعيد وكرمهم الذى شاع فى محافظات مصر والوطن العربي، وانتشار الكرم جعلهم يضربون أروع الأمثلة فى الكرم والشهامة وتقديم كل ما يملكونه لضيوفهم الذين يحلون عليهم خاصة فى المواقف الصعبة التى تظهر كرمهم الكبير،
يقول الطالب هشام عباس أحد طلاب جامعة المنيا مغترب من محافظة البحر الاحمر منذ أن ذهبت الي محافظة المنيا لإتمام العملية الدراسيه وانا اشعر كأنني من أبناء المحافظة ولم اشعر في يوم اني غريب.
قائلا ان اصدقائي في الجامعة حدثت بيننا مواقف كثيرة تدل علي بيان كرم ابناء الصعيد ومنها دائماً خلال شهر رمضان اذهب معهم الي منازلهم وكأنني احد افراد عائلتهم يقدمون لي جميع المأكولات واقضي اوقات كبيرة وجميلة في القرى الذين يعيشون فيها وكأنها بلدي الثاني.
الترابط الاسري
تحدث الحج حمادة عبدالرحيم الشريف أحد كبار رجال مركز دير مواس بقرية دلجا علي ان قيم الترابط الأسري لا تضاهي في الصعيد حيث يعيش الناس هنا كمجتمع واحد مترابط ، حيث يتعاونون ويتحدون معًا في الفرح والحزن، ويشعرون بالإنتماء العميق لبعضهم البعض ، حيث تجد في كل قرية جميع الناس يعرفون بعضهم البعض وتمشي في الطرقات جميعها تجد الناس يتبادلون التحايا ، علي عكس المدن خارج الصعيد والتي قد يكون الناس فيها يسكنون عمارة واحدة ولا يعرفون بعضهم ، وأضاف ايضًا ان الروح الأسرية والترابط الاجتماعي هو ما يجعل الصعيد مكانًا فريدًا، حيث يُشكّل الناس هناك عائلة واحدة كبيرة تتشارك فيما بينها الأفراح والأحزان، وتنمو بروح التعاون والتضامن المتبادل.
علي رأي المثل
يقوم المعلم مرزق لوندي احدي كبار التجار في الصعيد، تتجلى حكمة الأجداد وحكاياهم في كلمات الأمثال الشعبية التي تنقل إلينا تراثًا عميقًا من الحكمة والفطرة ، إن الأمثال الشعبية هنا ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي مرآة تعكس تجارب الحياة وحكمتها. فمنذ صغرنا ننمو ونترعرع وسط هذه الحكايا، حيث يعلمنا الصعايدة أن “الصبر مفتاح الفرج” وأن “اللي بيرتاح بالعافية ما يتعافى”، وهي دروس تمر بنا عبر الأجيال، تعلمنا كيف نواجه التحديات ونتغلب عليها بالثقة والصمود، إن هذه الأمثال ليست مجرد كلمات عابرة، بل وراء كل كلمة تجارب ودروس نمر بها ونحاول توريثها لأبنائنا ، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من هويتنا وثقافتنا الصعيدية العريقة.
لباس الفخر والمهابة
قال ايمن عماد وهو ترزي في احدي قري الصعيد ان الجلباب الصعيدي يحمل قيمة كبيرة لأبناء الصعيد، الذين ما زالوا يحافظون على ارتداء الجلباب، خاصة كبار السن منهم، أما الشباب فيرتدون الجلباب في المناسبات الخاصة مثل ليلة الحنة والموالد والأعياد وأثناء تقديمهم واجب العزاء، ويرتدون الجلباب ذو الكُم الواسع، المشابه لكبار السن الذين ما زالوا يحافظون على ارتداء الجلباب الصعيدي ذو الكُم الواسع ، واشار ان هذا اللباس الصعيدي يعتبر فخر لجميع ابناء الصعيد في اي مكان يذهبون اليه واي موقف يحدث لهم في اي مكان وانه مهابه كبيرة للناس جميعًا داخل وخارج الصعيد والناس تقدر اي شخص يرتدي هذا الثوب .
الصعيد مصنع الرجال
يقول السيد محمد عبد الوهاب ان أطفال الصعيد يتميزون بتحملهم للمسؤولية منذ الصغر و انهم يتعلمون المهن من آبائهم واجددهم وبعد مرور عدة سنوات يستطيع هذا الولد ان يفتح مشروع كامل و يساعد الأسرة في زيادة الدخل ، وبجانب هذا يذهبوا الي مدارسهم و يتعلمون