كتبت : ساره جمال مصطفى
تختلف العادات والتقاليد التي يتبعها الناس في الزواج بحسب الدين الذي يؤمنون به، وحسب عادات وتقاليد البلد الذي يعيشون فيه، ففي الدين الإسلامي لا يوجد الكثير من التكلفة أو البهرجة في الزواج، فيعتمد على القبول والرضا من الطرفين ودفع العريس المهر مهما كان مقداره، ووجود الشهود، ثم يتم توثيقه لإثبات الحقوق لكلا الطرفين.
ولكن هناك عادات غريبة لبعض الشعوب في مراسم الزواج، تختلف في المجتمع المصري حسب اختلاف الطبقة الاجتماعية للعائلات، بالإضافة لغيرها من العوامل، مثل اختلاف المنطقة التي سيتم بها الزواج . فمثلًا في إقليم شمال الصعيد تختلف عادات وتقاليد الزواج اختلاف شاسع عن الزواج في محافظات الوجه البحري من حيث الاحتفالات وطريقتها وعاداتها والكثير من الأشياء التي سنعرضها فما يلى :
الخطوبة
تتم الخطوبة في إقليم شمال الصعيد في منزل الفتاة ، على عكس محافظات الوجه البحري التي يجب أن تتم في قاعات المناسبات ، تكون الخطوبة عبارة عن قراءة الفاتحة ثم تلبيس الذهب (الشبكة) الذي يكون بأسعار مهولة لا يستوعبها العقل ويكون تصميم المنزل بسيط وهادئ ولكنه مفعم بالحياة ومليء بأصوات الأطفال والأغاني ، وفيها تكون العروس وصديقاتها وباقي السيدات من أهل وأقارب وجيران داخل المنزل يرقصون ويغنون والرجال في مكان آخر في البيت أو في الشارع أمام منزل العروس ومعهم العريس .
عقد القران
أما عقد القران أو كما يسمى كتب الكتاب يكون مقتصر على ذهاب أهل العريس والعروس رجال فقط إلى مسجد في منطقة العروس ويكون كتب الكتاب أمام الجميع بمكبرات الصوت وبعدما ينتهوا يذهب العريس إلى العروس ومعه المأذون وبعض الأقارب لتمضي على قسيمة الزواج.
الحنة
يختلف الاحتفال بمناسبة الحنة في إقليم شمال الصعيد اختلاف كبير عنها في باقي الأماكن حيث تكون ليلة الحنة منفصلة عائلة الشاب وحدها في منزلهم والفتاة في منزلها وتكون مليئة بالسيدات والفتيات التي ترقص ويعزفون الطبول الفخارية ويغنون الأغاني التقليدية مثل
رشوا الشارع ميه.. عروسة الغالي جاية .
رشوا الشارع كاكولا.. عروسة الغالي منقولة.
أيوة يا حارة ضالمة .. أجنا اللي نورنا
أيوة يا حارة هس هس .. أحنا اللي عمالنلكم حس
وغيرها الكثير والكثير من الأغاني التقليدية وتكون العروسة جالسة وسط صديقاتها وتتولى إحدى السيدات رسم الحناء علي يديها، ويبدأ أهلها وأقاربها في الغناء علي دق الطبلة فنسمع
مدي ايدك يا عروسه.. مدي ايدك للحنة.
مدي ايدك يا عروسه.. مدي ايدك وتحني.
إلى جانب ذلك فإن الرجال يكونوا أمام المنزل وسط كثير من الزينة والأضواء والفراشة ومكبرات الصوت ف يكون الشارع بالرغم من اتساعه مغلق تقريبا ويكون مليئًا بالكراسي والطاولات التي تمتلئ بالمقبلات والتسالي والمشروبات الساخنة و الباردة وغيرها بالإضافة إلى الشباب الذين يرقصون ويتمايلون مع الأغاني وينتهي ليلة الحنة بقدوم الطباخ ومساعديه لتجهيز غداء الزفاف .
الزفاف
يختلف يوم الزفاف اختلافًا تامًا في إقليم شمال الصعيد عن غيره فمع بداية اليوم يتشتت سواء منزل العريس أو العروس بالناس هنا وهناك كلًا يقوم بالتجهيزات المطلوبة ثم يأتي دور الغداء فبمجرد الخروج من صلاة الظهر يبدأ أصحاب الزفاف بعزومة الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء وكل من لهم علاقة به وتنهمك السيدات في تنظيف الصحون والملاعق وغيرها ثم وبعد أن ينتهوا من الرجال يقوموا بتوزيع أكل الزفاف (الفرح) على السيدات من الجيران في منازلهم والأقارب وعلى جانب ذلك تكون العروس قد ذهبت إلى صالون التجميل لعمل المكياج والشعر ولبس الفستان ومعها أصدقائها وأخواتنا لتنتهي في الليل ثم يذهب العريس وأهله وأهل العروس ليأخذوها من صالون التجميل ثم يذهبوا إلى مكان التصوير وفي الآخر إما أن يذهبوا إلى القاعة أو يقوموا بعمل زفة عادية بإحضار فرقة للطبل والمزمار والغناء وبعد أن يرقصوا ويفرحوا أمام منزل أهل العروس تودع العروس منزلها وتذهب إلى حياتها الجديدة ومنزلها الجديد .
الصباحية
الصباحية تكون ثاني يوم من الزفاف يبدأ أهل العروس من الصياح الباكر في عمل مختلف الأكلات من لحوم ودواجن وطيور كالحمام والبط والأوز والديوك الرومي والكبدة وغيرها ويقوموا أيضًا بعمل مخبوزات مثل الفطير والكعكات والحلويات إلى جانب البسكويت الذي يتم إعداده قبل حفل الزفاف بما يقارب الأسبوع ويأخذون كل هذا ويذهبون إلى منزل ابنتهم الجديد والذي يكون مليء والأغاني والزغاريد ثم يقوموا بإعطاء العروس هدايا مالية تسمى بالنقطة ثم يودعوها مرة أخرى ولكن خلال شهر من الزواج يتراوح الناس إلى منزل العروس ليزوروها ويقوموا بإعطائها النقطة.