كتبت : أمنية عبد المعطى
اختص الله سبحانه وتعالى بعض عباده بميزات خاصة جعلتهم مختلفين عن غيرهم من الأشخاص الأصحاء، ألا وهم ذوي الهمم أو ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يمكن لنا أن نصف إعاقتهم إلا بلفظ ميزة جسدية أو عقلية لأنها في أحيان كثيرة تكون دافعًا لهم لتحقيق نجاحات عظيمة وانتصارات كبيرة في مجالات شتى يعجز آخرون عن الوصول إليها، دائمًا ما نرى ذلك في وسائل الإعلام أو حتى نشاهده على أرض الواقع لأشخاص محيطين بنا من متحدي الإعاقة . ولقد أولت الحكومة اهتمامًا كبيرًا بذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي الهمم كما يُطلق عليهم خلال السنوات الأخيرة وكان من الجيد عمل هذا الحوار الصحفي مع الدكتورة رشا منصور حامد مديرة جمعية شباب التحدي.
نود أن نعرف ما الجهةُ الأولى المسئولة عن رعاية متحدِّي الإعاقة في مصر؟
في الحقيقة لا يمكن تحديد أو تخصيص جهة واحدة؛ لأنَّ مصر كلها مسئولة عن رعاية ذوي الإعاقة، ممثلة في الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وأفراد المجتمع العاديين، وكما نعلم جميعًا لا يمكن الاهتمام بأمر مهمٍّ في الدولة بدون مشاركة المجتمع بالكامل، ولكن نحتاج أولًا إلى تأهيل مجتمعي شامِل حتى نتمكَّن من رعاية ذوي الإعاقة والاهتمام بهم على الوجه الأمثل.
ما أهم الاحتياجات الأساسية التي يجب توفيرها لذوي الاحتياجات الخاصة؟
أعتقد أنَّ كل ما يحتاج إليه ذَوو الإعاقة هو الاهتمام الكافي من المجتمع تجاههم؛ بالطبع هناك اهتمام بهم، وزاد هذا الاهتمام بعد وضع مادَّة في الدستور المصري تكفل دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وصحب ذلك اهتمام رئيس الجمهورية بإطلاق مبادرةٍ حول إنشاء مراكز ومدن تأهيلية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة أنحاء الدولة، كما أرى أننا في حاجة إلى اكتساب خبرات دول أجنبية في تطبيق فكرة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة، فنحن لدينا فكرة الدمج ومفهومه، ولكن نطبقه بطريقة خاطئة؛ بسبب عدم تأهيل المجتمع جيدًا لتقبُّل فكرة الدمج.
كيف ترى دور الإعلام في نشر الوعي الثقافي والاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة؟
لا شك أن الإعلام يلعب دورًا كبيرًا جدًا، سواء كان مرئيًّا أو مسموعًا، وخاصة في الفترة الماضية؛ نتيجة كثرة البرامج والأفلام والمسلسلات…، إلى آخره، مما أفاد في توضيح قضية ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن بعض الدراما تتناول قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة دون الرجوع إلى متخصصين في الصحة النفسية والتربية الخاصة من أجل مراجعة المادة العلمية المتضمنة في العمل الدرامي قبل عرضه على الجمهور، كما يلعب الإعلام دورًا كبيرًا جدًّا ومؤثرًا في قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى أن الدور الأكبر الذي يقوم به الإعلام هو التأهيل المجتمعي من خلال التوسع في البرامج الخاصة بمتحدي الإعاقة، وإعطائها المساحات اللازمة لتغطيتها كاملة وبشكل أساسي في الإعلام.
ما أهم المهارات التي يجب توافرها في القائمين على خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة؟
معلم ذوي الاحتياجات الخاصة يتم إعداده في مصر وفي الوطن العربي من خلال كليات التربية، والآن يتم الاهتمام أكثر بإعداد القائمين على خدمة ذوي الاحتياجات بإنشاء كليات بالتربية الخاصة، ليس في التعليم الحكومي فقط، وإنما في الخاص أيضًا مثل جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا التي أنشأت كليَّةً كاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، وأطلقت عليها اسم كلية التربية الخاصة، وأيضًا قام الأستاذ الدكتور أمين السيد لطفي رئيس جامعة بني سويف بإنشاء قسم للتربية الخاصة داخل جامعة بني سويف داخل كلية التربية يهتم بالتربية الخاصة، وتبعته أيضًا جامعة الزقازيق والمنصورة، بالإضافة إلى باقي جامعات مصر التي تكرس اهتماماتها ومجهوداتها لتأهيل المعلم والأخصائي الاجتماعي وكل القائمين على شئون ذوي الإعاقة، وأتوقع في الفترة القادمة إن شاء الله مزيدًا من الاهتمام والرعاية بهم حتى يقوموا بدَورهم المطلوب في قضية رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
كيف يتعامل الآباء والأمهات مع أطفالهم من ذوي الإعاقة؟ وما النصائح التي تريد توجيهها لهم؟
أقول لكل أب وكل أم: طفلك طبيعي جدًّا مثل أي طفل عادي، لا يوجد به مشكلة واحدة على الإطلاق، وعليكم أن تتقبلوه كما هو، ولا تفرقوا بينه وبين الطفل العادي، ولا تفكروا في معاملة أو رعاية خاصة حتى لا تشعروا بأن هذا الطفل حمل ثقيل عليكم، مما ينعكس على الطفل سلبيًّا من الناحية النفسية، ولن نرى منهم نماذج مبهرة لديها إمكانيات كبيرة في مختلف المجالات، وأنا دائمًا أقول لمعلمي ذوي الإعاقة: تعامل مع الطفل بدون شفقة، تعامل برحمة لكن لا تشفق عليه؛ لأنه طفل طبيعي، لديه قدرات ومهارات أعلى من الشخص العادي، وإذا تعامل المعلم مع الطفل على هذا الأساس فإنه يساعِد في بناء شخصية قوية تواجه التحديات والضغوط التي تتعرض لها.
كيف نتمكن من تهيئة مناخ اجتماعي ونفسي جيد لمتحدي الإعاقة حتى يتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي؟
لا زلت أقول أن المجتمع في حاجة إلى تأهيل وإعداد جيد؛ حتى يتقبل دمج ذوي الاحتياجات الخاصة فيه، ويشركهم في جميع أنشطته وخدماته، كما أنَّ تهيئة المناخ اللازم لمتحدي الإعاقة هو دور هام جدًّا للإعلام الذي يحاول الترويج لفكرة تأهيل المجتمع لتقبل متحدي الإعاقة ونعمل هنا على تهيئة المناخ الجيد لذوي الهمم وجعلهم يثقون في أنفسهم وأنهم أشخاص مميزة عن باقي البشر.
كيف ترى أهمية ممارسة الرياضة في تأهيل المعاقين وتحفيزهم للتغلُّب على إعاقاتهم؟
الرياضة بصفة عامة مهمة لكل الناس، وبالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة هي أهم، فلو تحدثنا عن فئة الأطفال ممن لديهم إعاقة عقلية، فيتم عمل دورات رياضية فيما بينهم، ويوجد أساتذة من كلية التربية الرياضية الذين يقومون بإعداد هذه الدورات والبرامج التي تهدف إلى إظهار الطاقات والإمكانيات الكامنة بداخل كل طفل معاق؛ حتى يعمل على استغلالها وتطويرها.
_هناك أنواع مختلفة للإعاقات؛ منها الذهني والجسدي…، فما هي أيسر الإعاقات وأصعبها على نفسية الشخص المعاق؟
الإعاقة الواحدة تختلف من شخص لآخر؛ لأنها عبارة عن درجات؛ منها البسيط والمتوسط، والإعاقة الشديدة، كما أن تأثير الإعاقة على نفسية الفرد المعاق يختلف حسب شخصية المعاق نفسه، بالإضافة إلى أن المجتمع له دور في إشعار المعاق بمدى درجة إعاقته؛ ولذلك لا يمكن القول إن هناك إعاقة أخف أو أبسط من أخرى