كتبت: إسراء شركس

عادة ما تنتشر الأساطير والخرافات حول القبور والأضرحة في الأماكن التي يمتزج فيها الخيال والخرافة مع البساطة والفقر والجهل والمرض، باعتبارها ملجأ للفقراء وقليلي الحيلة، الذين يعلقون آمالهم عليها، ناسجين حولها القدسية التي يحتاجون إليها.

في حضن الجبل الشرقي وسط مدافن المنيا بقرية زاوية سلطان، يوجد ضريح صغير تغطيه ملاءة خضراء، تعلوه مجموعة مصاحف، لا يوجد به جسد، بل يعتقد البسطاء أن الجسد داخل جدران الجبل الذي يعلو الضريح، بعد أن انشق الجبل للسيدة وانغلق عليها أثناء هروبها من الكفار، إنه ضريح “الشيخة سلمى” أو “ستنا سلمى” وفقًا للرواية التي تحكيها حارسة الضريح.

تروي السيدة أم بكر التي تبلغ من العمر 80 عاما وتمكث بجوار هذا الضريح وتتولى تنظيفه، أن “الست سلمى” كانت تحارب اليهود، وأخذوا يطاردونها حتى هذا المكان.

 

وتكشف أن “الست سلمى” ظلت تدعو ربها أن ينجيها من اليهود والكفار، حتى استجاب لها ونجاها منهم.

وقالت إن هذا المكان عمره آلاف السنين، أي منذ أجداد أجدادها، مضيفة: “أنه يأتي إلى هذا الضريح كل من يرغب في الإنجاب، أو العليل الذي يرغب في الشفاء، كما يأتي الأشخاص من كل مكان حتى يتبركوا بها وللحصول على حل لمشاكلهم التي يعانون منها، حسب ما يعتقدون.

وأضافت “أم بكر”: ما زال ضريح المبروكة سلمى أو ستنا سلمى، كما يطلق عليه الكثير من أبناء الصعيد عامة ومحافظة المنيا خاصة، قبلة كل عام لآلاف المواطنين الذين يرغبون في تحقيق أمنياتهم.