كتبت: إسراء شركس

يعد معبد التماسيح بالمنيا أحد أهم المعابد الفرعونية في مصر، و يشكل جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والتاريخي للبلاد، وتعود فرادته إلى تماثيل التماسيح المحنطة، التي تعكس الأهمية الدينية والروحية التي كانت توليها الحضارة المصرية القديمة لهذه المخلوقات.

 

يقع معبد التماسيح في طهنا الجبل بمحافظة المنيا، وبُني في العصور القديمة من قبل الفراعنة لتكريم إله التماسيح، وهو إله يرتبط بالمياه والخصوبة في العقيدة المصرية القديمة.

ويتميز المعبد بهندسة معمارية مذهلة، حيث تعد زيارته تجربة ساحرة ومثيرة، فيمكن للزائرين استكشاف أسرار هذا المعبد القديم، واكتشاف الحضارة المصرية القديمة، عبر رحلة في عمق التاريخ.

 

وباعتباره جزءًا من التراث العالمي، يشكل معبد التماسيح موروثًا ثقافيًا مهمًا يجسد العظمة والتفاني والإبداع، الذي كانت تتمتع به الحضارة المصرية القديمة.

 

يروي مؤمن محمد شيخ الخفر بالمنطقة، أن المعبد سمي بهذا الاسم نسبة لوجود التماسيح المحنطة به.

وكشف أن التمساح كان يمثل للمصريين القدماء إله الشرق، وأثناء فترة الفيضان كان يخرج من النيل ويهجم على الممتلكات.

 

وذكر أن المعبد يعكس ثلاثة عصور، هي الفرعوني واليوناني والقبطي، وتم تقسيم المعبد إلى ثلاثة طوابق، مشيرا إلى أنه يوجد معبد آخر، ولكن معالمه ليست واضحة.

 

وكشف أنه يوجد العديد من آبار الدفن، موضحا أن المعروف منها 13بئرا، والبعض الآخر لم يتم اكتشافه بعد.

ولفت شيخ الخفر إلى أن عمق البئر يتراوح بين 6 أمتار و 48مترا، ومنها البئر التي تقع أمام غرفة التماسيح، بعمق تحت الأرض أكثر من 5 كم، مشيرا إلى أن الحجرات الداخلية بالمعبد عبارة عن حجرات مستطيلة الشكل تقريبا، ومنحوتة بالصخر، وبذلك يرتفع مستوى الأرضية عن مستوى أرضية صالة الأعمدة.

وأضاف: “يوجد لهذه الحجرة مدخلان، ويتوسط أرضية الحجرة بئر نحتت في الصخر، وربما كانت تمارس بهذه الحجرة شعائر تجهيز وإعداد القرابين، وتوجد صالة تسمى صالة الأعمدة، وشُيدت من كتل غير متساوية من الحجر الجيري تأخذ شكل المستطيل، ويبدو أن أرضيتها رُصفت أيضا بقطع من الحجر الجيري غير متساوية الأشكال، وسطحها أملس وهي مرتبة في وضع أفقي بجوار بعضها.

 

وذكر “محمد”: “قسمت هذه الصالة من خلال صفين من الأعمدة الأسطوانية، أربعة في كل صف، ورفعت هذه الأعمدة بقاعدتها الدائرية على قواعد مربعة، ويبدو أن المدخل كان يستخدم للصعود إلى سطح المعبد، أو الطابق العلوي له والذي لم يعد موجودا حاليا.

واختتم تصريحاته قائلا: “توجد حجرة أخرى تسمى قدس الأقداس، وتظهر بجوانبها تجاويف حفظ مومياء التماسيح، وهي منحوتة أيضا من نفس الصخر، وتوجد الكثير من الأسرار لهذا المعبد، والتي لم يتم اكتشافها بعد”.