كتب : هاجر هشام
تحدث الدكتور محمد أحمد طنطاوي عن وادي الريال وأنه سمي بهذا الأسم لأنه يأخذ الوادي المنحدر الذي يمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، والذي يقع غرب منطقة الفيوم في مصر، ويتميز هذا الوادي بوجود منطقة منخفضة تعمل كمجرى مائي، وهو موازٍ لمنطقة الفيوم ويفصلها عن الكتلة الرملية بحزام صحراوي، وتمتد مسافة 60 كيلومترًا عن الفيوم.
وأشار أن شلالات وادي الريان تشكلت نتيجة لمشروع هندسي كبير تم تنفيذه في عهد محمد علي باشا الكبير و كونت المنطقة بحيرتين، العلوية في الشمال والسفلية في الجنوب، وبينهما ممر ضيق يمر عبر مصاطب تربة تتدرج في الانخفاض، مما أدى إلى تكوين الشلالات الجميلة التي تعتبر من أبرز معالم المنطقة.
وذكر ايضًا بأن وادي الريان يتميز بالتنوع المائي والبيئي، حيث يضم مياه صرف زراعي وينابيع طبيعية ومياه ملحة ، كما أنه مليء بالنباتات البرية والزراعية، وتوجد فيه قريتان استصلاح ومزارع تزرع محاصيل متنوعة، مما يجعله مركزًا هامًا للزراعة والبحث العلمي.
وذكر إنه يحيطه من الجهة الغربية وداي الحيتان الذي يشتهر بأنه موطن لبقايا هياكل عظمية للحيتان، مما يجعلها مزارًا سياحيًا مهمًا ومركزًا للدراسات العلمية حول التطور البيولوجي والحفاظ على البيئة.
كما توجد منطقة عيون الريان جنوب البحيرتين العلوية والسفلية نتيجة ضخ المياه وتكدسها ف خزان البحيرتين لتتشبع طبقات الأرض بالمياه الجوفية فتحتبس المياه بين أنواع معينه من الصخور تسمي العدسات حيث أن كمية المياه مع الضغط الطبيعي لها تستطيع أن تضخ حتي تصل الي السطح فبالتالي العيون غير متصلة بالبحيرات ولكن تخرج منها المياه ولذلك يسمونها البحيرة السحرية لأن ليست لها مصدر.
وترجع ملوحة مياه وادي الريان إلي المياه المحبوسة ف باطن الأرض نتيجة تغذيتها من المياه الصرف الزراعي فعندما تسلك المياه بين الصخور المسامية مسلك حتي تصل إلي السطح فإذا كانت نسبه الملوحة الموجودة ف الصخور قليله فتكون مياه عباره عن عيون عذبه أو قريبه من العذوبة.
إما إذا كانت المياه تنضخ من بين صخور فيها رواسب ملحيه كثيره من ملح كلوريد الصوديوم وأملاح أخري مثل كلوريد الكالسيوم كبريتات المغنيسيوم وكبريتات الكالسيوم فتتشبع المياه بهذه الاملاح مع عملية التبخر تبدأ تزايد ملوحة المياه أو مياه شديده الملوحة ولها ميزه حيث يستخرج منها الملح.
مؤكدًا ان وادي الريان منطقة تجذب السائحين بسبب تنوع الموجود ف الوادي ما بين المسطحات المائية الكبيرة بأنواعها المختلفة حتي أن هناك بحيرة أسمها البحيرة الساحرة مساحتها محدودة لا تتعدي العشرة كيلو متر مربع ولكن عندما نجلس ع شاطئ البحر في يوم تكون السماء صافيه ونجد ايضًا تلون للمياه الموجودة في البحيرة في الصباح يكون لها لون يختلف عن لونها بعد نصف ساعة فهذا الشيء غير موجود في أماكن كثيرة في العالم بسبب إختلاف الأجواء وإحاطتها بالكثبان الرملية و أنه مكان بري مناسب للإقامة في صورة كامبات و تخييم يمكن فيها نشاط مطالعه النجوم ورصد حركات الكواكب فممكن أن تري فيه السماء بشكل جميل لأن العوامل التي تعوق روية النجوم هو التلوث وعدم صفاء السماء ففي الليل يمكن أن تري التجمعات الليلية وتجمعات المجرات فممكن أن تري مجره درب التبانة بالعين المجردة ف بعض أيام من السنه بشكل جميل.
ومن ناحية أخري تحدث عن الحيوانات التي تعيش في الوادي مثل بعض من أنواع الثعالب البريه والذئاب والطيور وقوارض، أما المحمية لها دور كبير للحفاظ ع التنوع الحيواني، وتساعد ايضًا الحيوانات الموجودة علي جذب السياحة ويرجع ذلك لتنوع الحيوانات وتعددها كما أن المكان يعتبر مكان مهم في عمل الدراسات البيولوجية بخصوص الكائنات النادرة والمعرضة للإنقراض والكائنات المنقرضة مثل الحيتان.
وعلي جانب اخري تحدث عن التحديات التي تواجه محمية وادي الريان وجهود الدولة في الحافظ علي المحمية ومن تلك التحديات صعوبة الوصول إليها بسبب الكثبان الرملية وصعوبة الطرق ، بالإضافة إلى التحديات البيئية المتمثلة في المحافظة على التنوع البيولوجي والتوازن البيئي ،
حيث تقوم الدولة بجهودها الكثيرة في حماية الحيوانات من الإنقراض ، حيث خططت الدولة بعمل المنطقة كمحميه لمنع الرعي الجائر ومنعت الصيد حفاظًا علي الأنواع النباتية والحيوانية في الوقوع في دائرة الهلاك.
واضافة الدكتور محمد الطنطاوي أن وادي الريان له اهميه صناعيه كبيرة في وجود ملاحات تنتج كميات كبيرة من الملح، مما يسهم في دعم الصناعات المحلية وتوفير فرص العمل للمجتمع المحلي.
بهذه الطريقة، يظل وادي الريان معجزة طبيعية ومحمية بيئية ومصدرًا للثروات الطبيعية في مصر، مما يجعله وجهة مثالية للسياحة البيئية والبحث العلمي.