كتبت : الاء امام

 

 

 

 

 

 

يتجلى التراث الثقافي والتقاليد القديمة في العديد من المظاهر الاجتماعية والاحتفالية التي تعكس هوية المجتمعات وتاريخها الغني، ومن بين هذه التقاليد القديمة التي تصمد أمام تقدم التكنولوجيا وتغيرات الزمن، تبرز “الرفرافة” كرمز من رموز الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك في محافظة الفيوم بمصر، يعتبر هذا العمل التقليدي القديم جزءًا لا يتجزأ من تراث المنطقة، حيث يجتمع الأهالي حول هذه العادة التي تمتد لآلاف السنين، مما يجسد التمسك بالقيم والتقاليد القديمة والاحتفاء بها في موسم الصيام المبارك.

 

ما هي الرفرافة :

تقول هالة خيرت ( ربة منزل ) أن عادة الرفرافة تتمثل في قيام كل أسرة بإحضار طائر يرفرف مثل البط والدواجن والديوك الرومي والاوز حسب الظروف المادية ، ليتم ذبحه وطهيه ليتصدر مائدة الإفطار في أول ايام شهر رمضان من كل عام ، وأنها تعتبر من طقوس الاحتفال بحلول شهر رمضان المبارك ، ويشترط أن تذبح الأسرة طائراً له أجنحة ترفرف ، حيث يرفض الأهالي ذبح الارانب أو الماعز.

واضافت زينب ( موظفة حكومية ) من محافظة الفيوم أن هذه العادة توارثتها من أجدادها منذ آلاف السنين ، وسُميت هذه العادة بهذا الاسم نسبة لرفرفة أجنحة الطيور التي يروا أنها رمز للفرح والبهجة ، واختيار طائر يرفرف ليكون نجم مائدة الإفطار يرمز الي تفاؤل الاهالي بقدوم شهر رمضان وآملهم في أن يحمل الخير لهم الخير والبركة .

 

 

تواصل اجتماعي وفرح عائلي :

حيث يقول جمال محمد ٤٣عام (عامل) بمحافظة الفيوم أن الرفرافة تُمثل اكثر من مجرد طعام علي مائدة الإفطار، فهي تعتبر مناسبة للتواصل الاجتماعي بين أفراد العائلة والأصدقاء ، حيث يجتمعون لتناول وجبة الإفطار معاً وتبادل التهاني والفرح بقدوم شهر رمضان في ، و أكملت سامية وجيه ٥٣عام (ربة منزل) أن أسرتها تنتظر قدوم شهر رمضان بتشوف بالغ ، نظراً لما يقدم من اطباق واكلات متنوعة طوال الشهر بفضل عادة الرفرافة.

 

 

مقاومة للتغيير :

تذكر سنية حسن طالبة بكلية الزراعة جامعة الفيوم انه برغم التغييرات الهائلة التي طرأت علي مظاهر الاحتفال بقدوم شهر رمضان ، إلا أن عادة ” الرفرافة” في الفيوم تحافظ علي مكانتها كتقليد اصيل يُميز أهالي الفيوم ، بالإضافة إلي إنها تُضفي علي شهر رمضان نكهة خاصةً تميزه عن باقي المناطق.

 

 

في الختام، تُعد “الرفرافة” عادةً تاريخية مميزة في محافظة الفيوم، تحمل في طياتها ذكريات الأجداد وروح الانتماء للتراث الثقافي. تعكس هذه العادة القديمة قيم العمل والتضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وتجسد الروح الاحتفالية والبساطة في التعبير عن الفرح بقدوم شهر الصيام. ومع مرور الزمن، تظل “الرفرافة” تجسيدًا للتمسك بالتقاليد والتراث الذي يمتد جذوره عميقًا في الثقافة المصرية، مما يجعلها تستمر كجزء لا يتجزأ من هوية المجتمع المحلي في الفيوم