كتبت: إسراء شركس

 

في قلب محافظة المنيا بصعيد مصر، تنسج الأساطير والخرافات شبكة معقدة من القصص والأفكار التي تعكس تاريخًا غنيًا بالتراث والثقافة، تعود جذور هذه الأساطير إلى العمق الزمني، حيث يعود الأهالي إلى العادات والتقاليد القديمة التي ترتبط بالعديد من القصص الخرافية والأساطير التي تُروى بين الأجيال.

تُروى هذه القصص في ليالي الشتاء الباردة وتحت ظل النخيل العتيقة، حيث يجتمع الأهالي ليشاركوا في تلك الروايات الشيقة التي تنقلهم إلى عوالم مليئة بالسحر والإثارة.

تنوعت الأساطير والخرافات في المنيا بين القصص الخيالية والحكايات التي تحمل في طياتها الحكمة والعِبرة للأجيال القادمة، وتُعدُّ هذه الأساطير وسيلة للترفيه والحكايات، ولكنها في النهاية أساطير وخرافات فقط.

طاسة الرعبة (طاسة الخضة)

تقول السيدة عزة محمود إنها عادة شعبية في المجتمع تعود لمصر القديمة وارتبطت بمحاربة الخوف، واشتهرت بطرد الأرواح الشريرة، واشتهرت بينهم مقولة (ده إحنا نجبلك طاسة الخضة) بعد تعرض الشخص لموقف نتج عنه خوف شديد أو فزع، وكانوا يفعلون ذلك، إذا كان الطفل مريضًا أو يبكي دائمًا، إذ يحضرون طاسة ويضعون شيئًا عليها، كي تُصدر صوتًا وتُفزع الطفل.

الداكر (الكعروتة)

تروي السيدة أمل عبد الرحمن أنه مكان يوجد بأبو قرقاص، وهذا المكان يُشبه الجبل وتصعد النساء إلى قمته لتُلقي نفسها من عليه، وينتظرها زوجها أو أحد أقاربها على الجانب الآخر، كي يُمسكها، وكانوا يذهبون يوم الجمعة فقط، من أجل الحصول على فرصة للإنجاب.

الجبانة

تقول السيدة وفاء محمد إنها شيء يشبه الدولاب تدخل النساء من جهة وتخرج من الجهة الأخرى، وكل ذلك للحصول على الذرية، ويوجد هذا المكان بجوار إسطبل عنتر، وهي منطقة سكنية تقع في جنوب القاهرة.

تجربه خرافية مع والدتي

تروي أسماء عبد الحكيم قصة مُروّعة عن معاناة والدتها في سبيل الإنجاب، وكيف لجأت عائلتها إلى ممارسات خرافية وخاطئة بدافع اليأس.

فبعد سبع سنوات من العقم، لجأت عائلتها إلى أساليب غريبة وقاسية، منها وضع ثعبان داخل ملابس والدتها لإخافتها، ظنًا منهم أن ذلك سيساعدها على الحمل، ورموها من بئر ظنًا منهم أن ذلك سيُحفّز قدرتها على الإنجاب.

وتُضيف السيدة أسماء أنها سمعت عن خرافات أخرى مُروّعة تُمارسها بعض النساء في سبيل الإنجاب، مثل إخراج جثة ميتة للتخطي عليها، أو إدخال النساء إلى مقابر فارغة لإخافتهن أو حبسهن داخلها.

تحدي الافتراضات

وفي عالم مليء بالمعلومات المتضاربة، لا بدّ من اتّخاذ الحيطة والحذر عند التعامل مع القصص والروايات، خاصة التي تُصنف على أنها خرافات أو أساطير. فمن المهمّ البحث عن الحقائق والتأكد من صحتها من خلال الرجوع إلى المصادر الموثوقة والدراسات العلمية قبل تبني أيّ فكرة أو معلومة.

إنّ التفكير النقدي والاعتماد على المعرفة الصحيحة هما مفتاحان أساسيان لتجنب الوقوع في فخ الخرافات والأساطير، وبفضل هذه الأدوات، نستطيع اتّخاذ قراراتٍ رشيدةٍ وعيش حياةٍ واعيةٍ ومسؤولة.