كتب : محمد خالد
سناء جميل هي ممثلة مصرية موهوبة ولها إسهامات كبيرة في عالم الفن العربي، وبدأت مسيرتها الفنية في مجال التمثيل في السبعينيات، حيث شاركت في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية، إسمها الحقيقي (ثريا يوسف عطا الله)، ولدت في مركز ملوي التابع لمحافظة المنيا بعام 1930، لتنتقل بعدها مع أسرتها إلى القاهرة والتحقت بمدرسة فرنسية وظلت بها حتى وصولها إلى المرحلة الثانوية، وشاركت خلال سنوات الدراسة في العديد من المسرحيات باللغة الفرنسية، ثم التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدون علم شقيقها الذي كانت تقيم معه في القاهرة، والذي قام بطردها بعد علمه بالأمر.
باﻹضافة إلى تبرؤ عائلتها منها، وبعد تخرجها من المعهد، انضمت للعمل مع فرقة فتوح نشاطي المسرحية، كما قدمت عدة أدوار سينمائية خلال فترة الخمسينات، لكنها إشتهرت على نطاق واسع بعد تقديمها لشخصية نفيسة من خلال فيلم (بداية ونهاية) عام 1960 المقتبس عن رواية نجيب محفوظ الشهيرة، وشاركت في عشرات الأفلام السينمائية، من أبرزها (الزوجة الثانية، الشوارع الخلفية، المجهول، اضحك الصورة تطلع حلوة)،
كما عملت كذلك في الدراما التليفزيونية من خلال مسلسلات (خالتي صفية والدير، البر الغربي، الرقص على سلالم متحركة، الراية البيضا، ساكن قصادي) ،
من أبرز أعمالها التلفزيونية: “الأيام”، “المصير”، “الحفيد”، وغيرها، كما شاركت في عدة أفلام مصرية ناجحة منها: “الشجاع والجميلة”، “الكنز”، “حواء والوفاء”، وغيرها.
تميزت سناء جميل بقدرتها على تقديم شخصيات متنوعة، حيث قدمت أدواراً درامية، كوميدية، ورومانسية بنجاح.
بالإضافة إلى عملها في مجال التمثيل، تشتهر سناء جميل بمشاركتها في الأعمال الاجتماعية والخيرية، حيث تسعى لدعم القضايا الإنسانية المختلفة ، ونتيجة لمهاراتها الفنية وتأثيرها في عالم الفن، حصلت سناء جميل على عدة تكريمات وجوائز من مختلف المنظمات الفنية والثقافية.
سناء جميل ليست فقط ممثلة بارعة وموهوبة، بل هي أيضًا شخصية ملهمة تعكس التفاني والاحترافية في عملها، مما يجعلها واحدة من أبرز الشخصيات الفنية في الوطن العربي.
وكانت سناء جميل تعاني من مرض السرطان، الذي لم يمكن الطواقم الطبية من نقلها إلى مركز الأشعة لعمل أشعة مقطعية لها، لتحديد خطوط سير المرض الخطير الذي هاجم الرئة، وبات أمر انتشاره متوقعا في بقية أجزاء الجسم مما يهدد حياتها بصورة خطيرة، ورأى أعضاء الفريق الطبي ضرورة إجراء جراحة عاجلة لاستئصال الرئة اليمنى، لكن ضعف عضلة القلب حال دون ذلك، وخاصة أن جسد سناء جميل لا يتحمل إجراءات التخدير قبل إتمام الجراحة الدقيقة.
وعاشت سناء جميل ساعتها الأخيرة في الجناح رقم 202 قبل نقلها إلى غرفة الحالات الحرجة لمرض الرئة، ثم نقلها إلى قسم العناية المركزة، عقب تعرضها لمشاكل في القلب وضغط الدم قبل أن تودع دنيانا، في 22 ديسمبر 2002، تاركة خلفها تراثا فنيا في السينما والدراما التليفزيونية محفورا في وجدان الجمهور المصري والعربي.