كتب : حسن محمد
في عالم كرة القدم المصرية، تبرز قصص النجاح التي تجمع بين الموهبة الطبيعية والإرادة الصلبة، ومن بين هذه القصص تتألق قصة وليد سليمان، ابن المنيا، الذي تحدى الصعاب وتحول إلى أحد أبرز نجوم الكرة في مصر والعالم العربي، من خلال تفانيه وتفوقه، إستطاع وليد سليمان أن يصنع لنفسه مكانة مميزة في قلوب عشاق اللعبة وأن يكون مثالاً يحتذى به للشباب الطموح في بلاده، وخاصة في مسقط رأسه بمركز بني مزار .
ولد وليد سليمان في مركز بني مزار إحدى مراكز محافظة المنيا، ونشأ في أسرة متواضعة، حيث بدأ رحلته الكروية منذ صغره في مركز شباب بني مزار بالمنيا، حيث برزت مواهبه الكروية وانتقل بعدها إلى فريق الشباب في نادي حرس الحدود، ثم انضم إلى صفوف نادي الجونة في موسم (2005-2006)، وهنا بدأت نجوميته تتألق، حيث لفت الأنظار بأدائه المميز، وبفضل إمكانياته، استطاع الكابتن مختار مختار، المدير الفني لنادي بتروجيت آنذاك، جذبه لصفوف الفريق البترولي، بعدما كانت هناك فرصة كبيرة لإنضمامه إلى نادي الإسماعيلي.
وفى يناير 2009 فضّل وليد سليمان خوص تجربة احترافية جديدة خارج مصر وتحديداً فى نادى أهلي جدة والذى انتقل إليه عن سبيل الإعارة لمدة 6 أشهر فقط بنهاية الموسم، لكن هذه التجربة لم تكن ناجحة إلى الحد المطلوب بسبب كثرة الإصابات التى تعرض لها اللاعب ثم عاد مجددًا الي مصر عبر بوابة نادي بتروجيت الذي تألق من خلالها تالقًا لافت للنظر ولعب معهم بطولة الكونفدرالية التي احرز من خلالها هدفه الشهير في مرمي الصفاقسي التونسي.
فترة انتقال وليد سليمان إلى النادي الأهلي لم تكن عادية، لكنها كانت قصة مليئة بالدراما، حيث تعرض اللاعب لانهيار عصبي وقطع شرايينه في منزله بعد علمه برفض المسؤولين في نادي بتروجيت انتقاله للقلعة الحمراء، ثم انتقل إلى نادي انبي، وكان اللاعب قد مكث في المستشفى تحت الملاحظة، وامتنع عن الطعام للضغط على المسؤولين لانتقاله للأهلي.
حب الحاوي للقلعة الحمراء تخطى الحدود، حيث ظل 9 سنوات يراوده حلم انتقاله إلى من يعشقه منذ الصغر، وأكد أكثر من مرة أن وفائه « للمارد الاحمر» يجري في عروقه مجرى الدم.
انتقل بعدها الحاوي إلي النادي الاهلي حقق خلال مسيرته 17 بطولة، منها 5 ألقاب دوري، و 2 كأس مصر، و 3 كأس السوبر المحلى، إضافة إلى أربع بطولات لدوري أبطال أفريقيا ولقب الكونفدرالية، بجانب لقبين للسوبر الأفريقي، وبرونزية كأس العالم للأندية مرتين.
يتحدث أحد كبار المشجعين للنادي الاهلي في الصعيد الأستاذ محمد عبدالوهاب عن أحسن لحظات السعادة التي عاشها مع مسيرة وليد سليمان حيث يقول، كانت أهداف وليد سليمان ولمساته حاسمة ورائعة في العديد من البطولات التي توجنا بها مع الأهلي ، ولا أكاد انسي لا انا ولا غيري من عشاق المارد الأحمر هدفه الثاني والذي منحنا لقب دوري أبطال أفريقيا عام 2012 على حساب الترجي، بالإضافة إلى مساهمته في التتويج بالكونفدرالية عام 2014 بعرضية رائعة على رأس عماد متعب في وقت صعب وبقدمه الضعيفة ، وكذلك لا انسي دوره الحاسم في مباريات القمة أمام الزمالك، وأتذكر هدفه الغالي خلال لقاء الفريقين فى إطار منافسات دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أفريقيا.
ختامًا، يمكن القول ان وليد سليمان يمثل شخصية ذات تأثير كبير في كرة القدم، حيث يتمتع بمهارات استثنائية وقيم مهنية عالية، يظهر سلوكه المهني تفانيه في العمل واحترامه للقواعد الأخلاقية ، مما يجعله قدوة للآخرين.