كتب : عمر ماهر

في رحلة الاكتشاف والتاريخ المشوقة التي تحملها مصر القديمة، تبرز مقابرها الضخمة والمذهلة كشواهد على حضارتها العريقة وثقافتها الفريدة. ومن بين تلك المقابر الرائعة تبرز مقبرة بيتي زايروس، وهي إحدى المقابر التي أثارت اهتمام العلماء والباحثين على مر العصور. تعتبر مقبرة بيتي زايروس إحدى المقابر الجميلة والمعقدة في مصر القديمة قد تم اكتشافها في القرن العشرين، وتعود تاريخها إلى العصور الفرعونية القديمة. حيث يعتقد أن المقبرة تعود إلى حقبة الدولة الوسطى، وتحديدًا إلى عصر الأسرة الثانية عشرة . في هذا اللقاء الممتع مع الدكتور فرج عبيد أستاذ الإرشاد السياحي في جامعة المنيا ، نتعرف على تفاصيل مثيرة حول مقبرة بيتي زايروس وأهميتها التاريخية. سيشاركنا الدكتور عبيد ببعض الاكتشافات والنتائج الأولية لأبحاثه الأخيرة، وسيشرح لنا كيف يتم تحليل النقوش واللوحات الجدارية لاستخلاص المعلومات الثمينة حول الحضارة المصرية القديمة .

 

_ما هو تاريخ بناء مقبرة بيتي زايروس وما هي أهميتها التاريخية؟

المقبرة التي تمت ذكرها تعود إلى فترة حكم الإسكندر الأكبر، فترتها تتراوح بين من 338 ق.م إلى 300 ق.م , وهي مهمة للغاية. وتعتبر من بين المقابر الفريدة في مصر، حيث تجمع بين الفن المصري القديم والفن اليوناني الروماني. وتحتوي المقبرة على رسومات تصور المصريين بملابسهم التقليدية ومناظر للزراعة والصناعة المصرية، بالإضافة إلى الرموز اليونانية والرومانية.

 

_كيف تم العثور على مقبرة بيتي زايروس ؟

تم اكتشاف المقبرة في عام 1919 من قبل العالم الفرنسي لوفيف، وتم توثيقها جيدًا. وهناك أيضًا الدكتور سامي جبر الذي عمل في المنطقة وقام بتوثيق الاكتشافات. وتم نقل المناظر وشرح النصوص الموجودة على مر الزمان.

 

_ما هي العناصر الأثرية والتمثيلية التي توجد في مقبرة بيتوزيرس؟

مقبرة بيتي زايروس المصرية تحتوي على عناصر أثرية متنوعة. تتألف المقبرة من قسمين؛ الجزء الأول يتضمن مناظر للحياة اليومية ويجمع بين الفن المصري القديم والفن اليوناني الروماني. أما الجزء الثاني فيحتوي على مناظر دينية وتعود بشكل رئيسي إلى نهاية عصر الأسرات في مصر. بناءً على ذلك، يُعتقد أن المقبرة ربما تمت بناؤها في فترتين زمنيتين؛ الفترة الأولى في نهاية عصر الأسرات أو فترة احتلال الفرس لمصر، والفترة الثانية خلال الحكم البطلمي واليوناني لمصر، وهذا يفسر التنوع في المناظر الموجودة بين الجزء الخارجي والجزء الداخلي للمقبرة.

 

_ما هي الأبحاث والدراسات التي تمت في مقبرة بيتي زايروس والنتائج المهمة التي تم الوصول إليها؟

تمت العديد من الأبحاث والدراسات على مقبرة بيتي زايروس منذ اكتشافها. أهم هذه الدراسات قام بها العالم الفرنسي لوفيف ، حيث ناقشت النصوص والمناظر الموجودة في المقبرة، بالإضافة إلى التأثير المشترك بين الفن المصري القديم والفن اليوناني الروماني. وتمت بعدها العديد من الدراسات التي تناولت المقبرة والمناظر المتواجدة فيها. وهناك آلاف الأبحاث التي تمت على هذه المقبرة حتى الآن.

 

_هل هناك أي قصص أو أساطير محلية ترتبط بمقبرة بيتي زايروس ؟

نعم، القصة التي وردت هي أسطورة وليست قصة تاريخية مرتبطة بمقبرة بيتي زايروس. المقبرة المرتبطة بالأسطورة هي مقبرة إيزادورا، وهي تقع بالقرب من مقبرة بيتي زايروس وتعرف أيضًا باسم “شهيدة الحب”. تم تخصيص المقبرة لشابة إغريقية جميلة جدًا وتدعى إيزادورا. وقعت إيزادورا في حب شاب مصري، ولكن والدها الإغريقي رفض بشدة الزواج أو الحب بينها وبين هذا الشاب المصري. قررت إيزادورا الهروب للقاء حبيبها بأي طريقة ممكنة، وأثناء عبورها لنهر النيل، غرقت وأطلق عليها لقب “شهيدة الحب”، أو “أول شهيدة حب في التاريخ”. ولذلك قام والدها ببناء هذه المقبرة في المنطقة وكتابة قصائد وتراث عن وفاة هذه الفتاة الجميلة على جدران المقبرة، ولا تزال المومياء الخاصة بها موجودة في المقبرة حتى اليوم.

 

_هل توجد خطط لتوسيع أو تطوير مقبرة بيتي زايروس في المستقبل؟

هناك العديد من الأبحاث التي تم إجراؤها عن منطقة تونا الجبل، وهناك حاجة حقيقية لتطوير المكان. ومع ذلك، يتمحور التطوير المادي الفعلي للأسف في حدود محدودة. وهناك خطط وأبحاث لتطوير المكان سياحيًا، ولكن تنفيذها الفعلي قليل جدًا. فعلى سبيل المثال، يتطلب المكان توفير مرافق مثل المقاهي والمطاعم والحمامات الجديدة لاستقبال الزوار. إنه بالفعل بحاجة للتطوير، ويحتاج إلى تدخل الدولة والدعم . وبالنسبة لإدارة السياحة في المنيا، يمكنها أن تلعب دورًا هامًا في تطوير المكان، نظرًا لأن الموقع يستقبل عددًا كبيرًا من الزوار سواء كانوا مصريين أو أجانب.