كتب : عمر ماهر
يمتلئ إقليم شمال الصعيد بكثير من مظاهر الروعة والجمال وإذا وضعنا أعيننا على محافظة المنيا بالتحديد نجد أنها يوجد بها الكثير من المناطق الأثرية والسياحية التي تبرزها وتميزها ومن هذه المناطق تلمع بها منطقة آثار تونا الجبل، التي تعد دراستها تحديًا للعلماء والباحثين، حيث يحتاجون إلى فك رموز هذه الزخارف وفهم معانيها لاستخلاص المعلومات التاريخية الثمينة. حيث يتميز تونا الجبل بتصميمه المعماري الرائع والزخارف الجميلة التي تزين جدران المعابد والمقابر وتُعَدُّ هذه الزخارف والنقوش الفرعونية الموجودة في الموقع مصدرًا هامًا للمعلومات حول الحياة اليومية والتقاليد والعقائد الدينية للفراعنة القدماء. ويأتي هنا دور الدكتور فرج عبيد، الذي يعتبر خبيرًا رائدًا في مجال دراسة المواقع الأثرية وفهم رموز الحضارة المصرية القديمة. وفي هذه المقابلة المثيرة مع الدكتور فرج عبيد، سنتعرف على أحدث الاكتشافات والنتائج التي توصل إليها في دراسة موقع تونا الجبل.
_ماهو تاريخ قرية تونا الجبل وكيف تطورت كوجهة سياحية ؟
تونا الجبل المصرية هو موقع أثري مهم في محافظة المنيا يعود للعصور القديم , تونا الجبل هو واحد من أبرز المواقع السياحية في محافظة المنيا، حيث يحمل تاريخًا عريقُا يمتد إلى عصر الأسرات ويتطور خلال العصور اليونانية والرومانية. يقع الموقع في الصحراء الغربية بمحافظة المنيا، ويعتبر موقعًا ذو أهمية كبيرة تطورت مع مرور الزمن بعد اكتشافه. ويضم الموقع العديد من الآثار، بما في ذلك مقبرة بيتي زايروس و السراديب والأماكن المخصصة لدفن النهج حوثي ، والإيبوس والبابون. بالإضافة إلى ذلك، هناك مقابر جنائزية أخرى مثل مقبرة إيسادورة، وساقية رومانية، ولوحة الحدود التي توجد قبل مدخل تل العمارنة .
_ماهي الأنشطة السياحية المتاحة في قرية تونا الجبل ؟
تونا الجبل يُعَدُّ وجهة سياحية مهمة ومزارًا سياحيًا بارزًا سواء للمصريين أو الزوار الأجانب. يتمتع السائحون بفرصة زيارة الموقع كوجهة سياحية ثقافية مهمة، حيث يمكنهم استكشاف المقابر وفهم المنطقة الأثرية بشكل مفصل. يأتي بعض الناس من السياح المحليين لقضاء وقت ممتع في هذا المكان والاستمتاع بجماله الطبيعي، فالموقع كان قديمًا مكانًا للاستراحة والترفيه. كما حدث وتم كتابة رواية دعاء الكروان كما أيضًا تم تصوير الفيلم في قرية تونا الجبل . ومن الممكن ممارسة بعض النشاطات مثل التزحلق على الرمال وتقضية وقت جميل مع هذه المناظر.
ما هي أحدث الأخبار والاكتشافات التي وجدت في تونا الجبل ؟
تونا الجبل يحتوي أيضًا على عدة حفريات مستمرة، سواء من جامعة القاهرة أو بعثات أجنبية، في منطقة توجد في هذه القرية تدعي منطقة الغريفة ، تكشف لنا مع مرور الوقت قطعًا أثرية ومقابر أو أماكن كانت تشتخدم كجبانات في منطقة تونا الجبل ، ومواقع دفن تعود لعصر الأشنونين. هذه الحفريات مستمرة في منطقة الغريفة، وتساهم في إثراء معرفتنا بالتاريخ والثقافة القديمة.
_هل كما يقال يوجد باب في تونا الجبل يفتح كل عام ؟
هذا الكلام متداول في الحقيقة ، ولكن هذه إشاعة ولا أساس لها من الصحة ، لم نسمع أي شيء عن وجود باب يفتح ويغلق كل عام. هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق.
_ماهي أبرز الفاعليات والمهرجانات التي تقام سنويًا في تونا الجبل ؟
في المنطقة الأثرية لا يوجد فعاليات ، ولكن بجوار منطقة تونا الجبل هناك مكان يسمى هرموبوليس الجديدة أو الأشمونين الجديدة قامت بإنشائه الدكتورة ميرفت عبدالناصر , عبارة عن محمية أو مكان تحول لفندق بيئي ، حيث تكون الإضاءة في الغرف طبيعية، وتزرع النباتات هناك شجيرات من النباتات التي كانت تزرع في مصر القديمة. يتم استخدامه كفندق بيئي ويتم تنظيم احتفال بالإله جحوتي مرة واحدة في السنة. يكون هناك حفل ثقافي ومؤتمرات وضيوف يحضرون , ويتم عمل احتفال يسمي ب عيد حجود .
_ما هي الخدمات السياحية التي توجد وتقدم في قرية تونا الجبل ؟
كما ذكرت سابقًا أنه يوجد فندق بيئي قامت بإنشائه الدكتورة ميرفت عبدالناصر يتم فيه استضافة فيها السياح , كما توجد بها إضاءة طبيعية وتوجد بحيرة اللوتس , كما يوجد الكثير من الأشجار والنباتات النادرة جدًا , المكان يستضيف السياح والأشخاص الذين يأتون لزيارته، ويقام فيه فعاليات وفعاليات ثقافية.
_ماهي الخطط المستقبلية لتطوير قرية تونا الجبل كوجهة سياحية ؟ وما هي أهم الأشياء التي يحب توافرها في هذه القرية ؟
يحتاج المكان إلى كافيتريا ويحتاج أيضًا إلى لافتات تعلق في أرجاء المكان , وتجديد الكافتريات الموجودة حاليًا في هذه القرية لأنها ليست في أفضل حال حاليًا ، أيضًا المكان في حاجة إلى منطقة استراحة للزوار، حيث لا يوجد استراحة حاليًا. إذا كان أي شخص يرغب في البقاء ليلًا، فلن يتمكن من ذلك وسيكون عليه الذهاب والبقاء في الفندق. كما أن خدمات البوفيه أو الكافيتيريا غير كافية وغير متكاملة في تقديم الضيافة. لذا، المكان بحاجة فعلًا إلى تطوير خدمات الضيافة ومرافق الاستراحة. بالإضافة إلى ذلك، عدد الحمامات قليل جدًا وهناك حاجة لتحسين خدمات الضيافة بشكل شامل للحمامات المتوفرة. والمنطقة الأثرية تحتاج أيضًا إلى اهتمام، ويجب أن يتم إنشاء هيكل يعزز السياحة الداخلية أو المصرية في هذا المكان. للأسف هناك تدني في الاهتمام بالآثار والتسيب بها والجدران يتم الكتابة عليها، لذا يجب زيادة التأمين والاهتمام بالمكان من الناحية الثقافية والتراثية.