كتب :كريم احمد
بنت النبيلة والمعتزة، السيدة زينب الحسينية شرف الدين، صفحة جديدة في كتاب التاريخ المصري، وقصة حياتها تجسد معاني الشرف والإيمان والجسارة. يرتبط اسمها بقرابة النسب إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، وتنتسب من جهة أبيها إلى هذا البيت النبيل. ومن جهة أمها، يتداول العديد من الأقوال حول نسبها إلى كسرى ملك الفرس، ما يضفي على قصتها طابعاً ملحمياً.
اشتهرت السيدة زينب بلقب “حورية”، وذلك بسبب جمالها الساحر وورعها الملائكي، فكانت تتمتع بشخصية نقية وعفيفة. عاشت حياتها عذراء طاهرة، ولم تتزوج أبدًا، وماتت وهي بكرٌ لم تتزوج، لتظل عذراء في حياتها ومماتها.
لم يقتصر تأثير السيدة زينب على محافظة بني سويف وحدها، بل تجاوز الحدود الجغرافية لتصبح جزءًا من تاريخ مصر الإسلامية. رافقت جيوش المسلمين في فتح مصر المحروسة، وشاركت في المعارك الشريفة، بما في ذلك معركة البهنسا بمحافظة المنيا، حيث أظهرت شجاعةً وجسارةً نادرة.
وبعد مغامراتها ومشاركتها في الدفاع عن الإيمان والوطن، استقر موكبها المبارك في مدينة بني سويف، حيث أقيمت لها مسجد ضخم باسمها، يحمل ذكرى تلك السيدة النبيلة التي طافت بشموخ ورؤية ثاقبة في ميادين الجهاد والتضحية.
ويبقى مسجد السيدة زينب في بني سويف شاهداً على عظمة هذه الشخصية العظيمة، ودليلاً على التقدير والاحترام الذي تحظى به في قلوب الناس