كتبت :ايه جمال

ينظر أغلب أهالي الصعيد وكثير من المجتمعات العربية إلى المرأة المطلقة أو الأرملة نظرة ظالمة، بل وينعتونها بالشؤم على الأسرة التي تدخلها، ويحكمون عليها بالموت حية، ويحرمونها من أقل الحقوق التي من المفترض أن يتمتع بها أي شخص بالحياة، كأنها تختلف عن باقي البشر.

 

تحرم المرأة من الخروج من المنزل، وإذا خرجت تكثر عليها الشائعات، لتصل إلى أنها تخرج لتتزوج أو أنها غير حزينة على رحيل زوجها، وإذا كانت مطلقة فهي في نظر البعض تعالت على زوجها، أو ربما لم يعد يعجبها، وإذا بقيت بالبيت، تزداد الأقاويل التي تمس سمعتها وشرفها.

 

وهناك بعض الأسر التي تزوج المرأة الأرملة لشقيق زوجها بالإجبار، كي لا تخرج إلى عائلة أخرى، أو خوفا على الميراث.

 

وإذا كانت الأرملة تتمتع بالجمال، ورفضت الزواج من شقيق زوجها، فهي بذلك تتطلع للزواج من غيره.

 

كما جرت العادة إلى أن ذهاب المرأة المطلقة أو الأرملة إلى الدجالين، لإزالة النحس الذي يتمتعن به، والذي يصل إلى حرمانهن من دخول بيوت المتزوجات، لكي لا يسرقن رجالهن ويطلق عليهن “خطافات الرجالة”.

 

بعض الأهالي عندما تذهب ابنتهم المطلقة أو الأرملة إليهم، تُعامل معاملة الخادمة،  أو كطفل في المنزل، ليس لديها أي رأي بحياتها في أغلب الأحيان، وتُعامَل معاملة الأثاث بالمنزل، ليس لها أي حقوق، ويُحكم عليها بارتداء اللون الأسود وعدم ارتداء غيره أو غيره لتكون بهذا تريد الزواج.

ومن الأمور التي كان يحافظ عليها أهل الصعيد قديما، أنه إذا تُوفي شخص يجب على زوجته عدم صنع الطعام بعد وفاته لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وإذا صنعته لأطفالها، تكون بهذا غير حزينة على زوجها.

 

مع تطور العلم وتقدم المجتمعات تغيرت المفاهيم والتقاليد، فأصبح بإمكان الأرملة العيش بحرية دون النظر إلى الأقاويل وأحاديث الآخرين، والخروج للعمل لتربية أولادها، وأن تكتب قصص كفاحها وتتعامل بحرية كافية بكل المجالات، أصبحت الأم الأرملة الآن بطلة بعين المجتمع، وبالأخص إذا صنعت هذه المرأة رجالا قوامين متعلمين.

أما المرأة المطلقة فهي الآن بوجود القوانين الجديدة، أصبحت صاحبة الحق الأول والأخير ولديها حرية الاختيار، إذا كانت تريد استئناف العلاقة أو لا، وأصبح لديها الحرية خلال زواجها لدرجة أنه إذا رفض زوجها الطلاق من حقها أن ترفع عليه قضية خلع.