كتبت : ايه جمال محمد

ترسخت لدي أجدادنا من القدم عادات وتقاليد كثيرة والتي بدورها تفرض سيطرتها علي أبناء الأجيال الجدد ولكن مع تطور المستوي التعليمي والثقافي أصبح لدي كل فرد درجة كافيه من الوعي الذي يجعله يميز بين ما هو مناسب من العادات ليظل ثابتًا عليه وما هو غير مناسب لتغيره ومن هنا سوف نتحدث عن مشكله كثرة الإنجاب والتي تشكل بدورها عائق كبير في الرقي قدمًا نحو الأفضل في مجتمعنا.

 

 

العادات والتقاليد

تقول السيدة أسماء محمد، إحدى أهالي الريف، إن السبب الأول من أسباب كثرة الإنجاب هو عدم انتشار الوعي والتمسك بالعادات والتقاليد، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تفضيل الذكور على الإناث ، وفي هذا السياق، يجد الزوجان الذين ينجبان بناتٍ أنفسهم في حالة كبيرة من الاستياء، مما يدفعهم للمحاولات المتكررة للإنجاب للحصول على ولد، توقعًا منهم أن الأبناء الذكور سيقدمون لهم المساعدة المالية والرعاية، مما يساعد أسرتهم على تجاوز كافة صعوبات الحياة اليومية ، والسبب الثاني هو إيمان أفراد الأسرة بفكرة الأمثال الشعبية مثل “هم البنات حتى الممات”، مما يعزز من رغبتهم في الحصول على أبناء ذكور.

 

انخفاض المستوي الاقتصادي

انخفاض المستوي الإقتصادي للأسرة من الأسباب التي تجعل الأسرة تتجه نحو زيادة الإنجاب حتي يتم استغلال الأبناء في العمل لمساعدة الأسرة وبخاصة الأولاد الذين يقومون بمساعدة الآباء بعملهم مما يؤدي إلى إنجاب عدد كبير من الذكور والي خروجهم من التعليم ويعتبر التسرب من التعليم هو من أهم القضايا التي يسببها هذا الموضوع.

الزواج المبكر

أضافت الاستاذة جيهان عضو المجلس القومي للمرأة ان الزواج المبكر من العوامل الرئيسية التي تسهم في كثرة الإنجاب ، فمن الطبيعي أن يكون للشباب الذين يتزوجون في سن مبكرة فرصة أكبر لإنجاب الأطفال بشكل متكرر، مما يضعهم في مسؤولية كبيرة قد لا يكونوا مستعدين لها ، الزواج المبكر يمكن أن يؤدي إلى تحمل مسؤولية الأبوة والأمومة في سن صغيرة، مما قد يعرض الأسرة للضغوط المالية والنفسية ، إلى جانب ذلك، قد لا يكون الشباب الذين يتزوجون في سن مبكرة قادرين على تقديم الرعاية والدعم الكافي لأطفالهم، مما يؤثر سلبًا على نموهم وتطورهم النفسي والاجتماعي، لذا يجب أن نتحدى تلك النماذج الاجتماعية التقليدية ونعمل على توعية الشباب بأهمية الاستعداد الجيد قبل الزواج، وضرورة تأجيل الإنجاب حتى يكونوا قادرين على تقديم الرعاية والدعم اللازمين لأطفالهم ، وكذلك تحديد النسل بشكل كبير لتوفير حياة افضل لهم .

 

تدهور صحة الأم

حيث أوضحت الدكتورة علياء احمد الشال أخصائي نسا وتوليد أبرز المخاطر التي تتعرض لها الأم والجنين عند الإنجاب بكثرة قائلة أن كثرة إنجاب الأبناء بدون وجود فارق زمني يؤدي الي أصابة الأم  بالكثير من الأمراض مثل أمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية والانيميا الحاده واحتمالات الإصابة بأمراض الكبد وضغط الدم وبالفعل انهاك جسد الام وذلك بسبب تتابع الأحمال والولادات مما يسبب نقص الكالسيوم والحديد بالإضافة إلي تساقط الشعر وهشاشة الاظافر مع زيادة الوزن وترهل عضلات البطن.

 

تشوه الأجنة

وبجانب المشاكل التي تتعرض لها الأم عند كثرة الإنجاب اضافت الدكتورة علياء ايضًا ان هناك عدة مخاطر يتعرض لها الجنين بسبب هذه المشكلة مثل حدوث تشوهات خلقيه وإصابة المواليد بالإعاقة الذهنية مثل حالات ( داون)

وولادة طفل بوزن ناقص وهذه المخاطر سببها الرئيسي هو فقدان الأم الكثير من الكالسيوم والفيتامينات الازمه لغذاء الجنين.

 

إجراءات وقائية

وبينت الي بعض الإجراءات الوقائية التي يمكن إتخاذها لتقليل من كثرة الإنجاب والتقليل من الأضرار علي كل من الأم والطفل ومنها أن تجعل الأم فارق زمني بين كل ولاده وأخرى وعلي الاقل يكون هذا الفارق الزمني سنتين لكي يستعيد الام كل العناصر التي فقدها  بالإضافة الي الإهتمام بالجرح عند الولادة والعناية به والمتابعة مع الأخصائي عند الحمل

وأشارت إلى ان هناك عدد معين من الحمل يعتبر امنًا من الناحية الصحية والذي من المفترض أن يتراوح ما بين 3 الي 4اجنه بحد أقصي وذلك لكي تكون لدي الأسرة القدرة علي الرعاية الصحية بالإضافة إلى الحفاظ علي صحة الأم وخروج الجنين بحاله صحيه جيدة.

 

تنظيم النسل

وأشارت الدكتورة علياء إلى افضل الوسائل لتجنب الحمل في حالة عدم رغبة الأسرة في الإنجاب بشكل متكرر مثل تركيب المرأة اللولب او تناول حبوب منع الحمل وغيرها من الوسائل الأخرى.

بالإضافة إلى  بعض الوسائل التى تقوم بمنع الحمل بشكل دائم مثل ربط أنبوب فالوب للأنثى والذي يعتبر من المحرمات ولكن يباح في حالة كثرة الإنجاب والذي يكون عباره عن إنجاب أكثر من خمسة أطفال وفشل الأسرة في السيطرة علي الإنجاب.

 

المشاكل الاجتماعية

اضاف عادل مرزق من احد مراكز محافظة المنيا ان كثرة الانجاب تؤدي الي الكثير من المشاكل الاجتماعية منها :

 

مشكله زياده السكانية

حيث تتسبب مشكلة الزيادة السكانية بأضرار علي كلا الطرفين المجتمع والأسرة حيث تزداد نسبة البطالة بالإضافة إلى زيادة عدد الأولاد بالمنزل فيصبح لدي أفراد المنزل مشاكل نفسيه بسبب تكدسهم وعدم قدرة كل فرد على حصوله بقدر كبير  من الخصوصية في المجتمع وعدم قدرة الأب علي اعالة افراد اسرته مما يؤدي إلى عمل أبناء الأسرة فيسبب زيادة في العمالة.

 

التسول

غالبية الأطفال الذين يقومون بالتسول تكون اسرتهم تعاني من كثرة الإنجاب ، فيصبح دخل الأسرة غير كافي في اعالة افرادها وتوفير مأكل وملبس ومسكن مما يدفع الأولاد للجوء إلى التسول من أجل تلبية احتياجات الحياة .

وكثير من المشاكل الأخرى المترتبة علي كثرة الإنجاب منها الزواج المبكر والهجرة غير الشرعية وانتشار الأمية والجهل وحدوث مشاكل بين الزوجين.

 

التغلب علي كثرة الانجاب

قال الاستاذ عادل شفيق متطوع في مؤسسة حياة كريمة ان التغلب على تحدي كثرة الإنجاب في المجتمعات الريفية، يمكن اعتماد عدة حلول شاملة تركز على تعزيز الوعي وتقديم الدعم اللازم للأسر ، يمكن تنفيذ حملات توعية موسعة حول أهمية التخطيط الأسري ومفهوم النسل المُسؤول، وذلك من خلال ورش عمل ومحاضرات تثقيفية تستهدف جميع شرائح المجتمع، بمشاركة القادة المحليين والمؤسسات الدينية والمدارس ، بالإضافة إلى ذلك يجب توفير الخدمات الصحية والتثقيف الجنسي للشباب والنساء لتمكينهم من اتخاذ قرارات مدروسة بشأن الإنجاب ، كما ينبغي توفير الدعم الاقتصادي للأسر، سواء من خلال برامج الدعم المالي المباشر أو توفير فرص العمل والتمكين الاقتصادي للنساء ، وعلى الجانب القانوني، يجب تطبيق القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان وحقوق المرأة، وتشديد العقوبات على التمييز بين الجنسين وزواج القاصرات بالتوازي مع هذه الإجراءات، يمكن استخدام وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لنشر الوعي وتشجيع المجتمعات على التحول نحو ثقافة إيجابية تدعم التنمية المستدامة والتوازن بين الإنجاب والموارد المتاحة.