كتبت : آية جمال
مع مرور الأيام وتغير العصور تختلف الآراء وتتغير العادات فبمرور الوقت يتبدل الجهل وينير العلم ظلام الايام فالعلم شمعة الأيام التي بها ترتقي الأمم وتتبدل الشعوب ومن هذا السياق نتحدث عن جهل الأفراد الذي تبدل إلى علم ف كل المجالات ومن العادات والتقاليد التي اعتاد عليها أهل القرى عند حدوث مشاكل طبية الذهاب إلى الجيران وبعض أهالي القرية اللذين يصفون بعض الأدوية والأعشاب دون استشارة الأطباء، إيمانًا بمقولة اسأل مجرب ولا تسأل طبيب والذي تبدل بوقتنا مع انتشار العلم ومن هذا السياق دعونا نتكشف الآراء حول هذا الموضوع.
حالات واقعية
قد أوضحت السيدة أسماء أحمد رأيها في مقولو اسأل مجرب ولا تسأل طبيب اعربت عن اقتناعها التام بهذه المقولة حيث أنها منذ صغرها وهي تشاهد جميع أهالي القرية يذهبون إلى بعض الناس الذين يمارسون عمل الأطباء وهم ليسوا بأطباء بل وليسوا متعلمين وتقول أيضًا كان الأهالي عندما يتعرض أي شخص من أهل القرية إلى حروق بجسده يذهبون إلى عم (جاب الله) والذي يدعى دليل المساحة وكان هذا الرجل يقوم بصنع زيوت وأعشاب يعطيها للناس بمجرد وضعها على الحروق يشفى صاحبها في بضعه أيام قليلة .
وقالت السيدة( هند السيد ) مشاركة برأيها بأنها اعتادت على الذهاب عند الشيخ أحمد حسن عند تعب أحد أطفالها بالسعال أو الكحة والذي كان يصف لها الأعشاب والتي تقوم بغليها واعطائها للأطفال فيشفون عليها وقالت عندما كنت اتعرض لوجود حبوب بوجهي كنت اذهب إليه فيعطيني زيوت أضعها على الحبوب فتشفى بإذن الله .
وتضيف إحدى السيدات أيضًا أنه يوجد بقريتها أخ وأخته يذهب لهم الأشخاص إذا تعرض لإلتواء في اليد أو القدم وكانوا يقومان بوضع بعض الزيوت مكان الإلتواء ثم تدليك اليد أو القدم وكانت تعود كمان كانت كأن لم يمسسها ضرر.
رأي مخالف
وعلى الجانب الآخر فهناك الكثير من الآراء تعارض مقولة (اسأل مجرب ولا تسأل طبيب) ومنها (آية عاطف) التي ابدت رأيها بهذا الموضوع قائلة إن المقولة مدمرة من بدايتها إلى آخر حرف فيها فلا أساس علمي ولا صحي لهذه المقولة وحكت تجربتها قائلة بصغري تعرضت لكسر بقدمي فقام والدي بأخذي إلى عم صالح والذي قام بتجبير قدمي والتي كانت تؤلمني كثيرًا بعد تجبيرها فذهبنا ووالدي إلى الطبيب والذي سرعان ما قام بتوبيخ أبي ولومه على هذا فقط قام عم صالح بتجبيرها بشكل خاطئ والذي تسبب بحدوث مشكله بقدمي أدت إلى إجراء عملية جراحية ومن هذا اليوم إلى يومنا هذا وأنا مقتنعة تمامًا بأن هذه المقولة خطأ مليون بالمائة .
رؤية مسؤولين
وأوضح الدكتور (محمد غيثه )استشاري طب الاطفال أن الوصفات التي يصفها الشخص لجاره أو صديقه هي السبب لتدمير صحة الفرد مشيرًا أن هذه المقولة كانت متوغلة بشكل كبير بالماضي والتي بدورها تؤدي إلى انهيار المنظومة الصحية مبينًا انه مع انتشار العلم وتوغل الثقافة الطبية والتخلي عن هذه العادات والتقاليد الخاطئة التي بدورها تمنع تقدم البشر وتعوق سير الحياة الطبية لدى الأفراد ويضيف أنه من المحذور تمامًا وصف دواء عن طريق الأشخاص غير المتخصصين فضلًا عن أن أغلب هذه الوصفات لا تحترم الجرعات ولا تهتم بالمقادير سواء جرعات الدواء أو الأعشاب الطبية وهو ما قد يؤدي إلى مقتل أحد المرضى بسبب تناول كمية زائدة.
وفي سياق متصل أكد الدكتور أسامة أشرف علي أن هناك بعض الحالات تأتي إليه بحالة صعبة جدًا وذلك بسبب تجبيرها عند بعض الأفراد غير المتخصصين والذي يؤدي إلى حدوث مشاكل بالكسر قد تسبب بوجود عملية جراحية ولذا يجب على أي فرد عند حدوث أي مشكلة لديه أو لدى أي فرد من أفراد أسرته أن يتجه بشكل مباشر إلى الطبيب المختص والابتعاد عن الخرافات والعادات الخاطئة وعلى الرغم من وجود بعض الناس الذين يلجؤون إلى الأعشاب والأدوية دون استشاره الطبيب بسبب الفقر أو بعد الأطباء عنهم إلى أن هذه النسبة انخفضت وبشكل كبير وذلك بسبب انتشار الوعي لدى الأفراد والتعليم.
نصيحة اخيرة
قالت الدكتورة نجلاء غانم عندما نعتمد بشكل حصري على مقولة ‘اسأل مجرب ولا تسأل طبيب’، قد نجد أنفسنا في مواقف محفوفة بالمخاطر، فالخبرات الشخصية قد تكون مفيدة، ولكن ليست دائماً الحلا الأمثل، فالاستشارة الطبية والمهنية تمثل مصدراً أساسياً للتوجيه والتوجيه الصحيح، لذا ينبغي علينا أن نجمع بين الخبرة الشخصية والاستشارة الاحترافية لاتخاذ القرارات الأفضل لصحتنا وسلامتنا