كتبت: إسراء أحمد شركس

 

 

 

 

 

في عمق الصعيد ينسجم التاريخ والتقاليد مع الأساطير والخرافات، وفي هذا السياق، تتجلى أضرار السحر بأشكال مختلفة ومتعددة، ملتحقة بالتاريخ والحاضر على حد سواء.

يعدُّ الصعيد في مصر منطقة محفوفة بالتاريخ والثقافة العميقة، ولكنه أيضًا مكان يعتقد البعض أنه مملوء بالخرافات والسحر، وتتراوح أضرار السحر في الصعيد من الآثار النفسية إلى الآثار الاجتماعية والاقتصادية.

ويعاني الأفراد والمجتمعات تأثيرات سلبية تؤثر في جودة حياتهم واستقرارهم النفسي والاجتماعي، ونجد أن السحر في الصعيد ينطوي على الكثير من الأساطير والخرافات التي تتراوح بين الشعبية والموروثة.

في الصعيد، ينظر إلى السحر عادةً على أنه قوة غامضة وخفية تستخدم لإيذاء الآخرين أو لتحقيق أهداف شخصية، وهذا الاعتقاد يؤدي إلى انتشار الخوف والتوتر في المجتمعات، ما يؤثر سلبًا في العلاقات الاجتماعية والثقة بين الأفراد.

 

هل للسحر وجود أم لا؟

تقول السيدة عفاف عوف إن “السحر وجوده مثبت علميًّا ودينيًّا، ولكنه يُستخدم بطريقة خاطئة، لأننا لم نعرف ديننا بنحو صحيح، لأن التقرب إلى الله والمحافظة على قراءة القرآن والأذكار، تحمي من السحر”.

ويستطيع الشخص معرفة إنْ كان مسحورًا أم لا عن طريق عدم القدرة على قراءة القرآن أو عدم تأدية الصلاة أو العصبية المفرطة أو الشعور بالضيق دائمًا، أو عدم الرغبة في التقرب من أي أحد، وإذا سمع آيات من القرآن يشعر بالتعب الشديد مثل الصداع المزمن، وفق عفاف عوف.

 

 

تأثير السحر في الصحة النفسية والعقلية للأفراد

تقول السيدة منى طه إن “السحر يؤثر نفسيًّا وعقليًّا في الأشخاص المصابين به ومن المشكلات النفسية التي يسببها حدوث مشكلات كثيرة تؤدي إلى إتلاف العلاقات نهائيًّا بين أفراد المنزل، ومن المشكلات العقلية أنه يجعل الإنسان مغيبًا عن وعيه تمامًا، ويفعل أشياء لا إرادية ولا يشعر بنفسه عند فعلها”.

ويُمكن أن يُصبح الشخص المُصاب بالسحر ضحيةً لحالةٍ من الهياج الشديد، ممّا قد يدفعه إلى الاعتداء الجسدي على أي شخصٍ يوجد في طريقه، مُستخدمًا أيّ شيءٍ يقع في يده.

ويُعدّ هذا السلوك نتيجةً مباشرةً لأعمال السحر التي يقوم بها أشخاصٌ مُغرضون، سعيًا لإيذاء الآخرين، دون إدراكٍ منهم للعواقب الوخيمة التي قد تُترتب على أفعالهم، وفق منى طه.

 

عقوبة الساحر

يقول الشيخ أشرف أحمد إن “العلماء أجمعوا على أن الساحر الذي لا يتوب يُعدّ كافرًا خارجًا من الملة، ولا تُقبل توبته، وعليه عقوبة القتل حدًّا بالسيف، ويكون قتله واجبًا على أي مسلم، حتى لو اجتمع مجموعة من الناس وقتلوه دون أمر من الحاكم، فلا يُحاسبون على ذلك، بشرط ثبوت سحره وإضراره بالناس”.

الوقاية من السحر والأعمال

وتقول أسماء أحمد إن “التوجه إلى الله بالدعاء والطاعة، والبُعد عن الأمور المحرمة وقراءة الأذكار والأدعية المأثورة في الدين الإسلامي والاعتماد على القرآن الكريم مصدرًا للقوة والحماية، وقراءته بانتظام، تؤدي دورًا أساسيًا في الحفاظ على الوقاية من السحر والأعمال الشريرة”.

بالإضافة إلى البُعد عن التعامل مع الأشخاص غير الموثوق بهم، والاحتياط في التعامل مع الأشياء مجهولة الأصل، والاستعانة بالعلماء والمشايخ الموثوق بهم للمشورة. وتذكّر أن “الإيمان بالله هو أقوى حصنٍ من السحر والأعمال الشريرة، فكلّما قوّيت إيمانك، ازدادت حصانتك”.