كتبت : إسراء أحمد شركس
في عمق الصعيد، ينبض قلب الوطن بروح الصمود والإرادة، ومن بين جمالها الطبيعي وتاريخها العريق يعيش الناس، يعانون ويحلمون، ويتجلى في حياتهم مختلف الصعوبات والتحديات النفسية، على الرغم من أهمية الطب النفسي في تقديم الدعم والمساعدة النفسية، إلا أنه في الصعيد يظل مقدرًا بشكل محدود ويعاني من الإهمال والتجاهل، يبدو أن الطب النفسي يخجل هنا، خجلًا من عدم الاعتراف به وتقديره بالشكل الكافي، ولكن وسط هذا الظلام يتألق بعض الأصوات الشجاعة التي تعمل جاهدة على إلقاء الضوء على هذا الجانب المهم من الرعاية الصحية ومن جانبه تم اجراء هذا الحوار الخاص لموقع إقليميشن مع الدكتور سعد الدين ايوب اخصائي نفسي لنتعرف من خلاله علي جميع التفاصيل التي تخص الطب النفسي في الصعيد.
- هل الطب النفسي في الصعيد مقدر بالشكل الكافي ؟
في الحقيقة، يعاني الطب النفسي في الصعيد من نقص في التقدير والاهتمام بالشكل الكافي، بينما تتمتع المدن المتحضرة بمرافق صحية متطورة وفرق طبية متخصصة في الرعاية النفسية، يواجه سكان الصعيد صعوبة في الوصول إلى خدمات الطب النفسي المتخصصة، عادةً ما تكون الخدمات المتاحة محدودة وغير كافية، وقد تكون الخيارات العلاجية محدودة أيضًا، بالإضافة إلى ذلك، يعاني الطب النفسي في الصعيد من نقص في الوعي العام والتثقيف بشأن أهمية الرعاية النفسية والعلاج النفسي، على الرغم من هذه التحديات، فإن هناك جهودًا مستمرة تبذل من قبل بعض الأطباء والمتخصصين في الصعيد لتعزيز الوعي بالصحة النفسية وتوفير خدمات أفضل للمجتمع.
-كيف يتعامل الناس في الصعيد مع الطب النفسي ؟
يُعتبر الطب النفسي في الصعيد بشكل عام وصمة عار، وذلك بسبب الجهل والفقر والبطالة الشديدة التي يعاني منها الكثير من الناس، نظرًا للتقاليد والعادات الاجتماعية التقليدية، فإن الأمور النفسية لا تُعتبر موضوعًا مقبولًا للنقاش العام، ويُنظر إليها بانتقاد أو استهزاء، بالإضافة إلى ذلك يواجه العديد من الأشخاص في الصعيد صعوبة في الوصول إلى الرعاية النفسية بسبب نقص التوعية بشأن الصحة النفسية ونقص الخدمات الصحية في المناطق الريفية، بدلاً من طلب المساعدة النفسية، يُفضل الكثيرون تجاهل مشاكلهم النفسية أو محاولة حلها بأنفسهم، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تفاقم المشكلات وتدهور الحالة النفسية بشكل أكبر.
كيف يتعامل الناس في الصعيد مع المرضى النفسيين ؟
الاغلبية تعاملهم بدون وعي وذلك بسبب العادات والتقاليد المعترف بها في الصعيد وعدم التقدير الكافي للمرض النفسي وذلك قد يسبب لهم تعب اكبر ، ولكن في الفترة الاخيرة اصبح هناك تطور وتثقيف بسيط اعتقد مع مرور الوقت قد تتلاشي هذه الظاهرة ويعمل الناس علي تقدير واحترام الناس.
- ما هي أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في الصعيد ؟
الصعيد يشهد انتشارًا لاضطرابات نفسية شائعة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق، واضطرابات النوم ، واضطرابات الشخصية واضطرابات الطعام، ومن المهم البحث عن المساعدة النفسية المناسبة في حالة الحاجة.
- ما هي العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي قد تؤثر على صحة النفس في الصعيد ؟
عوامل كثيرة منها ظروف الفقر والبطالة، بالإضافة إلى ظروف المعيشة الصعبة مثل سوء الإسكان ونقص الخدمات الأساسية، قد تعزز من مستويات التوتر والضغوط النفسية، كما يمكن أن يؤدي التمييز الاجتماعي والظلم إلى شعور بالعزلة والاستعباد، مما يزيد من تفاقم مشاكل الصحة النفسية، بينما يمكن أن يزيد الصراع المستمر والعنف من مستويات التوتر والقلق والاكتئاب في المجتمعات.
- ما هي التحديات التي تواجه الأطباء النفسيين في تقديم الخدمات الصحية في المناطق الريفية ؟
نقص الموارد، بما في ذلك الموارد المالية والبشرية والتقنية الضرورية لتقديم الخدمات النفسية في المناطق الريفية، يُعتبر عاملًا مهمًا، بالإضافة إلى ذلك، يتميز البعد الجغرافي للمناطق الريفية ببُعدٍ عن المراكز الطبية والمستشفيات الرئيسية، مما يُعيق الوصول إلى الخدمات النفسية للسكان، كذلك يُشكل قلة التدريب والتعليم في مجال الطب النفسي تحديًا آخر، حيث قد ينتج ذلك عن نقص عدد الأطباء النفسيين والمتخصصين في المناطق الريفية، هذا بالإضافة إلى نقص الوعي بأهمية الصحة النفسية وتوفر الخدمات النفسية في المجتمعات الريفية، مما يؤثر على الطلب على هذه الخدمات، تواجه الخدمات النفسية أيضًا تحديات ثقافية في المناطق الريفية نتيجة للقيم والتقاليد المحلية، وتكون المناطق الريفية عادة معرضة لظروف اقتصادية صعبة، مما يمكن أن يؤدي إلى عدم القدرة على دفع تكاليف العلاج النفسي لبعض السكان.
- كيف يمكن تعزيز الوعي بالصحة النفسية في المجتمعات الصعيدية؟
عن طريق تنظيم حملات توعية متعددة الوسائط، وإدراج مواضيع الصحة النفسية في المناهج التعليمية، بالإضافة إلى تنظيم دورات تثقيفية وندوات للمجتمع، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية لنشر معلومات ونصائح، ودعم المبادرات المجتمعية، يمثل كل ذلك جزءًا من الجهود المبذولة لزيادة الوعي والتثقيف بشأن الصحة النفسية في المناطق الريفية وتعزيز التواصل والدعم النفسي والاجتماعي للأفراد والعائلات في تلك المجتمعات.